وقال أبو زرعة الدمشقي: عن أبي مُسْهِر وأبو نصر الكلاباذيُّ: أُمُّ الدرداء الصغرى الفِهْرية هُجَيْمة بنت حُيَي الوَصَّابية، وأُمُّ الدَّرْداء الكبرى لها صحبة، واسمها خيرة بنت أبي حدرد.
زاد أبو نصر: وماتت يعني الكبرى قبل أبي الدرداء وهي أم بلال بن أبي الدرداء.
وقال الوليد بن مسلم: عن عثمان بن أبي العاتكة وابن جابر: كانت أم الدرداء يتيمة في حَجْر أبي الدرداء، تختلف معه في بُرنس تُصَلِّي في صفوف الرِّجال، وتجلس في حلق القُرَّاء، تُعَلِّم القرآن، حتى قال أبو الدرداء يوماً: الحقي بصفوف النساء.
وقال أبو الزَّاهريَّة عن جُبَيْر بن نُفَيْر عن أُمِّ الدَّرداء أنها قالت لأبي الدرداء عند الموت: إنَّكَ خَطَبَتني إلى أبوَيَّ في الدنيا فأنكحوني، وإني أخطبك إلى نَفْسِك في الآخرة. قال: فلا تنكحي بعدي، فَخَطبها معاوية بن أبي سفيان فأخبرته فقال: عليك بالصيام.
وقال الأوزاعيُّ عن جَسْر بن الحسن عن عَوْن بن عبد الله بن عتبة: جلسنا إلى أُمِّ الدَّرْداء فقلنا لها: أمللناك؟ فقالت: أمللتموني، لقد طلبت العبادة في كل شيء، فما أصَبتُ لنفسي شيئاً أَشْفَى من مجالسة العُلَماء ومذاكرتهم. ثم اجتنبت وأمرت رجلاً يقرأ {ولقد وصلنا لهم القول} وقالت أم الدرداء: أفضل العلم المعرفة.
وقالت أيضاً: تَعَلَّموا الحِكْمَة صِغَاراً تَعْمَلُوا بها كباراً، وإن كل زارع حاصد ما زرع، من خير أو شر.
وقال عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب عن أبيه: أن أُمَّ الدرداء