وعنه جماعة منهم: إبراهيم الحربي، والربيع بن سليمان المرادي، وزكريا الساجي، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، وأبو سَهْل محمود بن النَّضْر بن واصل البخاري الباهليُّ -وهو أول من حمل كتب الشافعي إلى بخارى-، وأبو حاتم الرَّازيُّ، وقال: صدوق.
قال الخطيب البغدادي: كان قد حُمل إلى بغداد أيام المِحْنة وأُريد على القول بخلق القرآن، فامتنع فحُبس ببغداد إلى أن مات، وكان صالحاً متعبداً.
وقال الربيع بن سليمان: ما رأيت أحداً أبرع بكتاب منه، وكان أبداً يحرك شفتيه بذكر الله عز وجل، وكان له من الشافعي منزلة، وربما سأل الشافعي سائل فيقول: سل أبا يعقوب، وربما [جاء](١) إلى الشافعي رسول الشُّرطة فيوجه البويطيَّ ويقول: هذا لساني.
قال الخطيب البغدادي: أنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طَلَّاب الخطيب بدمشق: أنا محمد بن أحمد بن عثمان السُّلميُّ: أنا محمد بن بشر الزَّنبريُّ بمصر، قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: كنت عند الشافعي أنا والمزني وأبو يعقوب البُوَيْطيّ فنظر إلينا فقال: أنت تموت في الحديث، وقال للبويطي: أنت تموت في الحديد، وقال للمزني: هذا لو ناظره الشيطان قطعه أو جدله، قال الربيع: فدخلتُ على البويطي أيام المِحْنة فرأيتُه مُقَيَّداً إلى أنصاف ساقيه، مغلولة يداه إلى عُنُقِه.
وقال الشيخ أبو عمر بن عبد البر: كان من أهل الدين والعلم والفهم والثقة، صلباً في السُّنة، يرد على أهل البدع، وكان حسن النَّظَر.