وقد أشار الإمام الثعلبي في تفسير قوله تعالى:{حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} إلى أصل هذه القاعدة المقررة.
والحاصل: أن جمع السَبَرات بالفتح) ومفردها بالإسكان بلا خلاف، قال أبو عبيد في "غريب الحديث" له وغيره وبها سُمي الرجل سبرة.
مع أن تفسير هذه اللفظة هنا يتعين إسقاطه؛ لكونها من تصرف المصنف، لا من الترمذي بلا ريب، وإنما لفظه الواحد في "المكاره" والآخر في "المكروهات". كما حررناه وقررناه، ولا شك أن هذه اللفظة وردتْ في بعض طرق هذا الحديث وغيره، لكن في غير الترمذي المساق منه اللفظ المذكور، وقد تعقبنا عليه ضبط جمعها خطأ، وأفدناه جمعاً وإفراداً بقاعدته المقررة. وفي انتظار الصلاة سَلِم -رحمه الله- من تقييد نفسه بتقييدها غير أن التعقيب عليه في إيراد هذا الحديث من الترمذي أيضاً، وإبداله ألفاظه بغيرها ومن جملتها هذه اللفظة وإيهامه ما أوهمه بحاله.