للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين بالحجارة وقاتلهم قتالا شديدا «١» ، وقاتل أبو دجانة في رجال من المسلمين حتى حميت الحرب وأنزل الله النصر، وكشفهم المسلمون عن معسكرهم، وكانت الهزيمة عليهم، فلم يكن بين أخذ المسلمين هندا وصواحبها إلا شيء يسير، وقتل علي بن أبي طالب طلحة وهو حامل لواء قريش، و [أبا] الحكم بن الأخنس بن شريق «٢» ، وعبيد الله بن جبير بن أبي زهير «٣» ، وأمية «٤» بن أبي حذيفة بن المغيرة. وأخذ اللواء بعد طلحة أبو سعد «٥» فرماه سعد بن أبي وقاص فقتله، وبقي اللواء صريعا لا يأخذه أحد، فتقدم رجل من المشركين يقال له صؤاب «٦» فأخذ اللواء وأقامه لقريش، فكر المسلمون عليه حتى قطعوا يديه ثم قتل، وصرع اللواء.

فلما رأى الرماة الذين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشركين قد انهزموا وتركوا، تركوا مصافهم يريدون النهب وخلوا ظهور المسلمين للخيل، وأتاهم المشركون من خلفهم وصرخ صارخ: ألا! أن محمدا قد قتل! فانكشف المسلمون فصاروا بين قتيل وجريح ومنهزم حتى خلص [العدوّ إلى] رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصيب رباعيته، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: «كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم» .

ثم قام زياد بن السكن في خمسة من الأنصار، فقاتلوا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا حتى قتلوا، وكان آخرهم زياد بن السكن «٧» فأثبتته الجراحة، وجاء المسلمون فأجهضوهم عنه «٧» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادنوه مني» ! فوسده قدمه


(١) من الطبري، وفي ف «شيريدا» .
(٢) من المغازي ١/ ٣٠٨، وفي ف «الحكم بن الأخنس بن شريف» .
(٣) ما وجدناه في المراجع التي بين أيدينا، لعله «عبد الله بن حميد بن زهير، قتله أبو دجانة» المغازي ١/ ٣٠٧.
(٤) في ف «أبا أمية» ، والتصحيح من المغازي.
(٥) هو أبو سعد بن أبي طلحة- انظر المغازي ١/ ٢٢٧.
(٦) من الطبري ٣/ ١٧ والمغازي ١/ ٢٣٠، وفي ف «صعاب» .
(٧- ٧) في ف «فأتيت فيه وجاء المسلمون فأحبضوهم عنه» ، وفي الطبري ٣/ ١٨: كان آخرهم زياد أو

<<  <  ج: ص:  >  >>