للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب في وجوب الجائز ١:

وذلك في الكلام على ضربين:

أحدهما أن توجبه الصنعة فلا بد إذًا منه.

والآخر أن تعتزمه العرب فتوجبه وإن كان القياس يبيح غيره.

الأول: من ذلك كأن تقول في تحقير أسود: أسيد. وإن شئت صححت فقلت: أسيود. والإعلال فيه أقوى لا جتماع الياء والواو وسبق الأولى منهما بالسكون. وكذلك جدول تقول فيه: جديل. وإن شئت صححت فقلت: جديول. فإذا صرت إلى تحقير نحو٢ عجوز، ويقوم اسم رجل، قلت بالإعلال لا غير: عجيز، ويقيم. وفي مقام: مقيم البتة. وذلك أنك إنما كنت تجيز أسيود وجديولا٣ لصحة الواو في الواحد، وظهورها في الجمع؛ نحو أساود وجداول. فأما مقام يقوم علمًا فإن العين وإن ظهرت في تكسيرهما -وهو مقاوم ويقاوم- فإنها في الواحد معتلة؛ ألا "ترى٤ أنها" في "مقام" مبدلة وفي "يقوم" مضعفة بالإسكان لها ونقل الحركة إلى الفاء عنها. فإذا كنت تختار فيما تحركت٥ واو واحدة وظهرت في جمعه الإعلال، صار القلب فيما ضعفت واوه بالقلب، وبألا تصح في جمعه واجبًا لا جائزًا. وأما واو عجوز فأظهر أمرًا في وجوب الإعلال من يقوم ومقام٦؛


١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "الجواز".
٢ كذا في د، هـ، ز، وسقط في ش، ط.
٣ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "جديول".
٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "تراها".
٥ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "تحرك".
٦ كذا في ط، وفي ش، ز "مقاوم".

<<  <  ج: ص:  >  >>