للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذهب الكسائي فيه إلى أن أصله وآر، وأنه فعال من وأرت النار إذا حفرت لها الإرة١، فخففت الهمزة فصارت لفظًا إلى ووار فهمزت الفاء البتة فصارت: أوار. ولم يأت منهم٢ على أصله: وآر ولا٣ مخففا "مبدل٤ العين": ووار. وكلاهما يبيحه القياس ولا يحظره.

فأما قول الخليل في فعل من وأيت إذا خففته: أويٌ فقد رده أبو الحسن وأبو عثمان وما أبيا منه عندي٥ إلا مأبيًا.

وكذلك البرية فيمن أخذها٦ من برأ الله الخلق -وعليه أكثر الناس، والنبي عند سيبويه٧ ومن تبعه فيه، والذرية فيمن أخذها من ذرأ الله الخلق. وكذلك ترى وأرى ونرى ويرى في أكثر الأمر، والخابية، ونحو ذلك مما ألزم التخفيف. ومنه ما ألزم البدل، وهو النبي -عند سيبويه، وعيد؛ لقولهم: أعياد، وعييد.

ومن ذلك ما يبيحه٨ القياس في نحو يضرب ويجلس ويدخل ويخرج: من اعتقاب الكسر والضم على كل واحدة٩ من هذه العيون وأن يقال: يخرج ويخرج، ويدخل ويدخل، ويضرب ويضرب، ويجلس ويجلس، قياسًا على ما اعتقبت على عينه الحركتان معًا؛ نحو يعرش ويعرش ويشنق ويشنق١٠ ويخلق ويخلق١١، وإن كان

الكسر في عين١٢ مضارع فعل أولى به من يفعل؛ لما قد ذكرناه في شرح تصريف أبي عثمان، فإنهما على كل حال مسموعان أكثر السماع في عين مضارع فعل.

فاعرف ذلك ونحوه مذهبًا للعرب، فمهما ورد منه فتلقه عليه


١ هو موقد النار.
٢ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "عنهم".
٣ سقط في د، هـ، ز.
٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "غير مبدل العين"، وفي ش: "غير مبدل الفاء".
٥ كذا في ش، ط، وسقط في د، هـ، ز.
٦ ويأخذها بعض اللغويين من البرى أي التراب.
٧ انظر الكتاب ٢/ ١٧٠.
٨ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "ينتجه".
٩ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "واحد".
١٠ كذا في ط، وفي ز، ش: "يسبق، ويسبق"، وأما أثبت موافق لما في المعاجم.
١١ كذا في ز، ط، وفي ش: "يخلق ويحلق" وهو تصحيف، وفي الجمهرة ٣/ ٤٤٩: "ويحلقون ويخلقون" بضم اللام وكسرها.
١٢ سقط في ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>