للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قراءة ابن مسعود: "فقلا له قولا لينا"١ وذلك أنه أجرى حركة اللام ههنا -وإن كانت لازمة- مجراها إذا٢ كانت غير لازمة في نحو قول الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمّ} ٣ و {قُمِ اللَّيْلَ} ٤، وقوله:

زيادتنا نعمان لا تنسينها ... خف الله فينا والكتاب الذي تتلو٥

ويروى "تق الله فينا"٦. ويروى:

.....تنسينها اتـ ... ـق الله فينا

ونحوه ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر:

وأطلس يهديه إلى الزاد أنفه ... أطاف بنا والليل داجي العساكر

فقلت لعمروٍ صاحبي إذ رأيته ... ونحن على خوٍص دقاقٍ عواسر٧

أي عوى الذئب فسر أنت. فلم يحفل الراء فيرد العين التي كانت حذفت لالتقاء الساكنين فكذلك شبه ابن مسعود حركة اللام من قوله: "فقلا له"٨ -وإن كانت لازمة- بالحركة لالتقاء الساكنين في {قُلِ اللَّهُمّ} و {قُمِ اللَّيْلَ} وحركة الإطلاق الجارية مجرى حركة٩ التقائهما في سر١٠.


١ آية ٤٤ سورة طه.
٢ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "وإن".
٣ آية ٢٦ سورة آل عمران.
٤ آية ٢ سورة المزمل.
٥ انظر ص٢٨٨ من الجزء الثاني.
٦ سقط ما بين القوسين في ش.
٧ الأطلس: الذئب، وهو وصف غالب له، من الطلسة، وهي غبرة إلى سواد، وذلك لون الذئب. ويريد بالخوص الدقاق: الرواحل التي قد جهدها السير، و"عواسر" في ظاهره وصف "خوص دقاق" والعواسر من النوق: التي ترفع أذنابها عند السير من نشاطها، والمراد غير هذا كما ذكر المؤلف. وقد كتب "عوا" بالألف للإلغاز، هذا وفي ش، ج: "ورأيته" وما هنا في ز، ط.
٨ سقط لفظ "له" في ش، ط.
٩ سقط في د، هـ.
١٠ في ط: "شد".

<<  <  ج: ص:  >  >>