للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما نحن على سمته قول الله -عز وجل- {لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} ١ وأصله: لكن أنا فخففت الهمزة "بحذفها٢ وإلقاء" حركتها على نون لكن فصارت لكننا٣ فأجرى غير اللازم مجرى اللازم فاستثقل التقاء المثلين متحركين فأسكن الأول وادغم في الثاني فصار: لكنا كما ترى. وقياس قراءة من قرأ: قاللان فحذف الواو ولم يحفل بحركة اللام أن يظهر النونين٤ هنا لأن حركة الثانية غير لازمة فيقول: لكننا بالإظهار كما تقول في تخفيف حوأبة٥ وجيئل٦: حوبة وجيل، فيصح حرفا اللين هنا، ولا يقلبان لما كانت حركتهما غير لازمة.

ومن ذلك قولهم في تخفيف رؤيا ونؤي: رويا ونوي فتصح الواو هنا وإن سكنت قبل الياء من قبل أن التقدير فيهما٧ الهمز٨ كما صحت في ضوٍ ونوٍ تخفيف ضوء ونوء لتقديرك الهمز وإرادتك إياه. وكذلك أيضًا صح نحو شى وفي في تخفيف شيء وفيء لذلك٩.

وسألت أبا علي -رحمه الله- فقلت: من أجرى غير اللازم مجرى اللازم فقال: لكنا كيف قياس قوله إذا خفف نحو حوءبة وجيئل أيقلب فيقول: حابة وجال أم يقيم "على التصحيح فيقول حوبة وجيل"١٠ فقال: القلب هنا لا سبيل إليه. وأومأ إلى أنه أغلظ من الادغام فلا يقدم عليه.


١ آية ٣٨ سورة الكهف.
٢ في ط: "فحذفوها وألقوا".
٣ الأوفق في الرسم: "لكن نا".
٤ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "التنوين".
٥ هي الدلو الضخمة.
٦ هي الضبع.
٧ كذا في ش، يريد رويا ونويا، وفي د، هـ، ز، ط: "فيها" أي الواو.
٨ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "الهمزة".
٩ كذا في ش، وفي ط: "كذلك"، وسقط في د، هـ، ز.
١٠ في ط: "فيقول: حوبة وجيل مقيما على التصحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>