للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا بؤس مجرورة بإضافة "بؤس" إليها، واللام معلقة من قبل أن تعليق اسم١ المضاف والتأول له أسهل من تعليق حرف الجر والتأول له، لقوة الاسم وضعف الحرف فأما قوله٢:

لو كنت في خلقاء من رأس شاهقٍ ... وليس إلى منها النزول سبيل٣

فإن هذا إنما هو فصل بحرف الجر لا تعليق.

فإن قلت: فما٤ تقول في قوله:

أني جزوا عامرًا سوءًا بفعلهم ... أم كيف يجزونني السوءى من الحسن٥

وجمعه بين أم وكيف؟ فالقول أنهما ليسا لمعنى واحد. وذلك أن "أم" هنا جردت لمعنى الترك٦ والتحول، وجردت من معنى الاستفهام "وأفيد"٧ ذلك من "كيف" لا منها. وقد دللنا على ذلك فيما مضى.

فإن قيل: فهلا وكدت إحداهما الأخرى٨ كتوكيد٩ اللام لمعنى الإضافة وياءي١٠ النسب لمعنى الصفة.

قيل: يمنع من ذلك أن "كيف" لما بنيت واقتصر بها على الاستفهام البتة١١، جرت مجرى الحرف البتة وليس في الكلام اجتماع حرفين لمعنى واحد؛ لأن في ذلك نقضًا


١ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "الاسم".
٢ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "وأما".
٣ انظر ص٣٩٧ من الجزء الثاني، والرواية هناك: "أو رأس شاهق" في مكان: "من رأس شاهق".
٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "ما".
٥ "للسوءى" كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "شيئا" وهو محرف عن "شيئا" وانظر ص١٨٦ من الجزء الثاني.
٦ يريد الإضراب.
٧ في ط: "فأفيد".
٨ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "بالأخرى".
٩ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "لتوكيد".
١٠ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "ياء".
١١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "ليس إلا".

<<  <  ج: ص:  >  >>