للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما اعتزم عليه١ من الاختصار في استعمال الحروف. وليس كذلك يا بؤس للحرب وأحمري وأشقري. وذلك أن هنا إنما انضم الحرف إلى الاسم فهما مختلفان فجاز أن يترادفا في موضعهما لاختلاف جنسيهما.

فإن قلت: فقد قال٢:

وما إن طبنا جبنٌ ولكن

وقال٣:

ما إن يكاد يخليهم لوجهتهم

فجمع بين ما وإن، وكلاهما لمعنى النفي، وهما -كما ترى- حرفان.

قيل: ليست إن من قوله:

ما إن يكاد يخليهم لوجهتهم٤

بحرف نفي٥ فيلزم ما رمت إلزامه، وإنما هي حرف يؤكد به، بمنزلة ما ولا والباء ومن وغير ذلك ألا ترى إلى قولهم في الاستثبات عن زيد من نحو قولك٦ جاءني زيد: أزيد إنيه؟، وفي باب٧ رأيت زيدًا: أزيدا إنيه؟ فكما زيدت "إن" هنا توكيدًا مع غير٨ "ما"، فكذلك زيدت مع "ما" توكيدًا.

وأما قوله٩:

طعامهم لئن أكلوا معدٌ ... وما إن لا تحاك لهم ثياب


١ سقط في د، هـ، ز، ط.
٢ أي فروة بن مسيك المرادي، وعجزه:
منا يانا ودولة آخرينا
والطب: العادة، وانظر الخزانة ٢/ ١٢١.
٣ أي زهير، وانظر ص١١١ من الجزء الأول.
٤ سقط "لوجهتهم" في ش.
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "النفي".
٦ كذا في ش، وفي ط: "قولهم" وسقط في د، هـ، ز.
٧ سقط في د، هـ، ز.
٨ كذا في ط، وفي ش، ز: "غيرها".
٩ في ش: "قولهم"، وانظر في البيت ص٢٨٤ من الجزء الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>