للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن "ما" وحدها ايضًا للنفي "وإن" و"لا" جميعًا للتوكيد، ولا ينكر اجتماع حرفين للتوكيد لجملة الكلام. وذلك أنهم قد وكدوا١ بأكثر من الحرف الواحد في غير هذا. وذلك قولهم: لتقومن ولتقعدن. فاللام٢ والنون جميعًا للتوكيد. وكذلك قول الله -جل وعز: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} ٣ فما والنون جميعًا مؤكدتان. فإما اجتماع الحرفين في قوله:

وما إن لا تحاك لهم ثياب

وافتراقهما في لتفعلن وإنا ترين فلأنهم أشعروا لجمعهم إياهما في موضع واحد بقوة عنايتهم بتوكيد ما هم عليه لأنهم كما جمعوا بين حرفين لمعنى٥ واحد، كذلك أيضًا جعلوا اجتماعهما وتجاورهما تنويهًا وعلمًا على قوة العناية بالحال. وكأنهم حذوا ذلك على الشائع الذائع عنهم من احتمال٦ تكرير الأسماء المؤكد بها في نحو أجمع٧ وأكتع وأبضع٨ وأبتع وما يجري مجراه. فلما شاع ذلك وتنوزع٩ في غالب الأمر في الأسماء لم يخلو١٠ الحروف من نحوٍ منه، إيذانًا بما هم عليه مما١١ اعتزموه ووكدوه. وعليه أيضًا ما جاء عنهم من تكرير الفعل فيه نحو قولهم: اضرب اضرب وقم قم وارم وارم وقوله:

أتاك أتاك اللاحقوك احبس احبس١٢


١ سقط في د، هـ، ز، ط.
٢ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "واللام".
٣ آية ٢٦ سورة مريم.
٤ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "مؤكدان".
٥ في ط: "بمعنى".
٦ في ش: "اجتماع".
٧ سقط الواو في ط، وكذا فيما بعده.
٨ كتب في ش: "أبضع" بنقطة فوق الضاد ونقطة تحتها، وكتب فوقها "معا" وهذا علم على النطق فيها بالضاد المعجمة والصاد المهملة، وقد تقدم مثل هذا. انظر ص١٠٦ من هذا الجزء.
٩ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "توزع".
١٠ في د، هـ: "تخل".
١١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فيما".
١٢ انظر ص١٠٥ من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>