للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أنك مع ذلك لا تغيره؛ لأنه هو فواعل وإنما حذفت الألف وهي١ في تقدير الثبات. ودليل ذلك توالي حركاته كتوالي حركات علبطٍ وبابه، فتقول في تحقيره وتكسيره: عُويرض، وعَوارض. ومثله هُداهد، وهَداهد، وقُناقن، وقَناقن، وجُوالق، وجَوالق. فإن حقرت نحو عنتريسٍ أو كسرته حذفت نونه، فبقي في التقدير عتريس. وليس في الكلام٢ شيء على فعليل، فيجب أن تعدله إلى أقرب الأشياء منه، فتصير إلى فعليل: عتريسٍ فتقول: عتيريس، وعتاريس. فإن حقرت خنفقيقًا حذفت القاف الأخيرة، فيبقى٣: خنفقي، وهذا فنعلي، وهو مثال غير معهود، فتحذف الياء فيبقى خنفق: فنعل كعنبس٤ وعنسل، فتقول فيه: خنيفق وخنافق. وعليه قول الراجز٥:

بني عقيل ماذه الخنافق

وليس عنتريس كخنفقيق؛ لأنه رباعي، فلا بد من حذف نونه وخنفقيق ثلاثي، فإحدى قافية زائدة، فلذلك حذفت الثانية وفيه شاهد لقول يونس في أن الثاني من المكرر هو الزائد.

والذي يدل على أن العرب إذ حذفت من الكلمة حرفًا راعت حال ما بقي منه، فإن كان مما تقبله أمثلتهم أقروه على صورته وإن خالف ذلك مالوا به إلى نحو صورهم٦ قول الشماخ:


١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "هو".
٢ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "الأربعة.
٣ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "فبقي".
٤ في ش: "كقنبس".
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "الآخر"، وانظر ص٦٤ من الجزء الثاني.
٦ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "صيغهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>