للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثنا أبو علي أن أحمد بن يحيى حكى: خذه من حيث وليسا قال: وهو إشباع ليس. وذهب إلى مثل ذلك في قولهم١ آمين، وقال: هو إشباع "فتحة٢ الهمزة من أمين". فأما قول أبي العباس: إن آمين بمزلة عاصين، فإنما٣ يريد به أن الميم. خفيفة كعين عاصين. وكيف يجوز أن يريد به حقيقة الجمع، وقد حكى عن الحسن رحمه الله أنه كان يقول: آمين: اسم من أسماء الله عز وجل. فأين بك من أعتقاد معنى الجمع من هذا التفسير تعالى الله علوا كبيرا.

وحكى الفرّاء عنهم: أكلت لحما شاةٍ، لحم شاة، فمطل الفتحة، فأنشأ عنها ألفا.

ومن إشباع الكسرة ومطلها٤ ما جاء عنهم من الصياريف، والمطافيل، والجلاعيد. فأما ياء مطاليق ومطيليق فعوض من النون المحذوفة وليست مطلا. قال أبو النجم:

منها المطافيل وغير المطفل٥

وأجود من ذلك قول الهذلي٦:

جنى النحل في ألبان عوذٍ مطافل


١ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "قوله".
٢ كذا في ط، وفي د، هـ، ز: "فتحة الميم" وفي ش: "كسرة الميم".
٣ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فإنه إنما".
٤ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "مطالها".
٥ هو الشطر التاسع من أرجوزته الطويلة، وقد صدرها بوصف الإبل، وقبله:
حتى تراعت في النعاج الخذل
والنعاج الخذل: بقر الوحش، يريد أن الإبل رعت مع البقر، والمطفل: التي معها طفل وهي حديثة عهد بالولادة، يكون في السوق والبقر والنعم، فقوله: منها المطافيل. يحتمل عودة للإبل، وعودة للنعاج، وهو الأقرب.
٦ أي أبي ذؤيب: وصدره:
وإن حديثا منك لو تبذلينه
والعوذ: جمع العائذ، وهي حديثة العهد بالنتاج من النوق، ويريد بجني النحل عسله.

<<  <  ج: ص:  >  >>