للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما الإبدال على غير قياس فقولهم١: قريت، وأخطيت، وتوضيت. وأنشدني بعض أصحابنا لابن هرمة:

ليت السباع لنا كانت مجاورة ... وأننا لا نرى ممن نرى أحدا

إن السباع لتهدا عن فرائسها ... والناس ليس بهادٍ شرهم أبدا

ومن أبيات الكتاب لعبد الرحمن بن حسان:

وكنت أذل من وتد بقاع ... يشجج رأسه بالفهرواجي٢

يريد: واجئ؛ كما أراد الأول: ليس بهادئ. ومن أبياته أيضًا:

راحت بمسلمة البغال عشية ... فارعى فزارة لا هناك المرتع٣

ومن حكاياته بيس في بئس٤، أبدل الهمزة ياء. ونحوه قول ابن ميادة:

فكان لها يومذٍ أمرها


١ سقط في د، هـ، ز، ط.
٢ من قطعة يهجو فيما عبد الرحمن بن الحكم أخا مروان، وقبله:
وأما قولك الخلفاء منا ... فهم منعوا وريدك من وداج
ولولاهم لكنت كحوت بحر ... هوى من مظلم الغمرات داج
كان عبد الرحمن افتخر على الشاعر بأن الخلفاء منهم إذ كان من قريش وابن حسان من الأنصار، فقال له الشاعر، لولا الخلفاء وانتسابك إليهم لكنت مغمورا كحوت في بحر مظلم، وكنت أذل من الوتد بقاح -أي مستوى من الأرض- يدق رأسه بالحجر والعرب تضرب المثل في الذلة بالوتد، وقوله: "واج" أصله واجيء وصف من رجأ عنقه أي دقها، والفهر: الحجر ملء الكف، وانظر شرح شواهد الشافية ٣٤١، والكتاب ٢/ ١٧٠.
٣ البيت للفرزدق، من قطعة قالها حين عزل مسلمة بن عبد الملك عن العراق ووليها عمر بن هبيرة الفزاري، ويقول الأعلم: "فهجاه الفرزدق ودعا لقومه ألا يهنئوا النعمة بولايته، وأراد بغال البريد التي قدمت بمسلمة عند عزله" وانظر الكتاب ٢/ ١٧٠.
٤ في د، هـ، ز: "معنى بئس".

<<  <  ج: ص:  >  >>