للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند زوال الألف في قولهم: بئزان، فقد١ حكيت٢ أيضًا بالهمز٣؛ إذ كانت الياء "إذا تحركت"٤ لم تقلب٥ همزة في٦ نحو قول جرير:

فيومًا يجازين الهوى غير ماضيٍ ... ويومًا ترى منهن غولًا تغول٧

وكذلك لو كانت الواو إنما انقلبت في صبية وقنية وصبيان ولياح للكسرة قبلها، لوجب إذا زالت الكسرة أن تعود الواو، فتقول: صبوة وصبوان، وقنوة ولواح لزوال الكسرة.

والجواب عن هذا وغيره مما هذه حاله أن العلة في قلب هذه الأشياء هو ما ذكره القوم: من وقوع الكسرة قبلها لأشياء.

منها أن أكثر اللغة٨ وشائع الاستعمال هو إعادة الواو عند زوال الكسرة.

وذلك قولهم: موازين ومواعيد وقولهم في ريح: أرواح، وفي قيل: أقوال، وفي ميثاق: مواثيق، وفي ديوان: دواوين. فأما مياثق ودياوين فإنه لما كثر عندهم واطرد في الواحد القلب، وكانوا كثيرًا ما يحملون الجمع على حكم الواحد؛ وإن لم يستوف لجمع جميع أحكام الواحد نحو ديمة وديم، وقيمة وقيم، صار الأثر في الواحد كأنه ليس عندهم مسببًا عن أمر، ومعرضًا لانتقاله بانتقاله بل تجاوزوا به ذلك، وطغوا به٩ إلى ما وراءه، حتى صار الحرف المقلوب إليه لتمكنه في القلب كأنه أصل


١ كذا في ز، وفي ش، ط: "وقد".
٢ كذا في ز، ط وفي ش: "حكمت".
٣ في ز: "بالهمزة".
٤ كذا في ش، وفي ز، ط: "لما".
٥ في ش قبله: "بالهمزة".
٦ سقط هذا الحرف في د، هـ، ز، ط. وثبت في ش.
٧ من غزل قصيدة له في هجو الأخطل، وانظر الديوان، والكتاب ٢/ ٥٩، وفيه: "يوافيني" بدل "يجازين".
٨ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز:"اللغات".
٩ سقط هذا الحرف في ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>