للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في موضعه، وغير مسبب عندهم عن علة، فمعرضٍ١ لانتقاله بانتقالها٢، حتى أجروا ياء ميثاق مجرى الياء الأصلية٣؛ وذلك كبنائك من اليسر مفعالا، وتكسيرك إياه على مفاعيل، كميسار ومياسير، فمكنوا قدم الياء في ميثاق٤؛ أنسابها، واسترواحًا إليها، ودلالة على تقبل الموضع٥ لها.

وكذلك -عندي- قياس تحقيره على هذه اللغة أن تقول: مييثيق.

ومنها أن الغرض في هذا القلب إنما هو طلب للخفة؛ فمتى وجدوا طريقًا أو شبهة في الإقامة عليها، والتعلل بخفتها سلكوها، واهتبلوها. وليس غرضهم وإن كان قلبها٦ مسببًا عن الكسرة أن يتناهوا في إعلامنا ذلك بأن يعيدوها واوًا مع زوالها. وإنما غالب الأمر ومجموع الغرض القلب لها٧؛ لما يعقب من الاسترواح إلى انقلابها. فكأنهم قنعوا أنفسهم بتصور القلب في الواحد لما انتقلوا عنه إلى الجمع ملاحظة لأحواله، ومحافظة على أحكامه، واسترواحًا إلى خفة المقلوب إليه، ودلالة على تمكن القلب في الواحد حتى ألحقوه بما أصله الياء.

وعندي مثل يوضح "الحال في"٨ إقرار الحكم مع زوال العلة، على قلة ذلك في الكلام٩، وكثرة ضده في الاستعمال، وهو العود تقطعه١٠ من شجرته١١ غضًا١٢ رطيبًا١٣،


١ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "ومعرض" وهو معطوف على: "مسبب".
٢ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "بانتقاله".
٣ سقط في ش.
٤ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "الميثاق".
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "المواضع".
٦ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "قلبا".
٧ سقط في ش.
٨ كذا في ط، وفي ش، ز: "حال".
٩ في ط: "القلب في الواحد".
١٠ في ز: "يقطعه".
١١ في ط: "شجرة".
١٢ في ط: "غصنا".
١٣ كذا في ش، وفي ط "رطبا" وسقط في د، هـ، ز.

<<  <  ج: ص:  >  >>