للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعليه أيضا أجازوا النقل لحركة الإعراب إلى ما قبلها في الوقف؛ نحو هذا بكر، ومررت ببكر؛ ألا تراها لما جاورت اللام بكونها في العين، صارت لذلك كأنها في اللام لم تفارقها.

وكذلك أيضا قولهم: شابة ودابة، صار فضل الاعتماد بالمد في الألف كأنه تحريك للحرف الأول المدغم، حتى كأنه لذلك لم يجمع بين ساكنين. فهذا نحو من الحكم على جوار الحركة للحرف.

ومن جوار المتصل استقباح الخليل نحو العقق١، مع الحمق، مع المخترق. وذلك لأن هذه الحركات قبل الروى المقيد لما جاورته وكان الروى في أكثر الأمر وغالب العرف مطلقا لا مقيدا صارت الحركة قبله كأنها فيه فكاد يلحق ذلك بقبح الإقواء. وقد تقدم ذكر نحو هذا. وله نظائر.

وأما الجوار في المنفصل فنحو ما ذهبت الكافة إليه في قولهم: هذا حجر ضب خرب وقول الحطيئة:

فإياكم وحية بطن واد ... هموز الناب ليس لكم بسي٢


١ يريد ما ورد في أرجوزة رؤبة التي أولها:
وقاتم الأعلام خاوي المخترق
٢ قبله:
فأبلغ عامرا عني رسولا ... رسالة ناصح بكم حفي
يريد: قبيلة عامر بن صعصعة، ورسولا أي رسالة، والحفي: المشفق اللطيف، وقوله: فإياكم وحيه ... يعني فقسه، والهنوز من الهمز وهو الغمز والضغط، وقوله: ليس لكم يسي، فالسي: المثل أي لا تستوون معه، بل هو أشرف منك، يقول: "إنه يحمي ناحيته ويتقى كما تتقى الحية الحامية ليطن ودايها.. وانظر الخزانة ٢/ ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>