كتاب الخصائص

المجلد الثالث - باب في الحوار - ج: 3 - ص: 224

فيمن جر "هموز الناب" وقول الآخر١:

كأن نسج العنكبوت المرمل٢

"وإنما صوابه المرملا"٣ وأما قوله٤:

كبير أناس في بجاد مزمل

فقد يكون٥ أيضا على هذا النحو من الجوار. فأما عندنا نحن فإنه أراد: مزمل فيه، فحذف حرف الجر، فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول. وقد ذكرنا هذا أيضا.

وتجد في تجاور المنفصلين ما هو لاحق بقبيل المنفصل الذي أجرى مجرى المتصل في نحو قولهم: ها الله ذا، أجروه في الادغام مجرى دابة وشابة٦ ومنه قراءة بعضهم: {فَلَا تَتَنَاجَوْا} ٧ و {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا} ٨ "بإثبات الألف في ذا ولا"٩. ومنه ما رأيته أنا في إنشاد أبي زيد:

من أي يومي من الموت أفر ... أيوم لم يقدر أم يوم قدر١٠

---

١ كذا في ش، ظ، وفي د، هـ، ز: "العجاج".
٢ بعده:
على ذرى قلامه المهدل ... سبوب كتان بأيدي الغزل
المرمل: المنسوخ: والقلام: نبت، والمهدل: المسترسل، والسبوب الشقق أي قطع الكتان، وقوله: "قلامه" أي قلام المنهل المذكور قبله، يقول: كأن نسج العنكبوت على ما ثبت حول ذلك المنهل من القلام ونحوه كتان بأيدي الغازلات، وانظر الخزانة ٢/ ٣٢٧، والكتاب ١/ ٢١٧.
٣ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز، وثبت في ش، ط.
٤ أي امرئ القيس، وصدره:
كأن ثييرا في عرانين وبله
وانظر الخزانة ٢/ ٣٢٧
٥ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "يلقى".
٦ سقط في د، هـ، ز.
٧ آية ٩ سورة المجادلة.
٨ آية ٣٨ سورة الأعراف.
كذا في د، هـ، ز وفي: "بإثبات ألف ذا ولا" وسقط ما بين القوسين في ش.
٩ انظر ص٩٦ من هذا الجزء.