للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: فقد تقول: سرت من بغداد إلى البصرة نهر١ الدير، قيل: ليس هذا من٢ حديث الجوار في شيء، وإنما٣ هو من باب٤ بدل البعض؛ لأنه بعض طريق البصرة؛ يدل على ذلك أنك لا تقول: سرت من بغداد إلى البصرة "نهر الأمير؛ لأنه أطول من طريق البصرة"٥ زائدة٦ عليه، والبدل لا يجوز إذا كان "الثاني أكثر من الأول، كما يجوز إذا كان"٧ الأول أكثر من الثاني؛ ألا ترى أنهم لم يجيزوا أن يكون "ربع" من قوله:

اعتاد قلبك من سلمى عوائده ... وهاج أهواءك المكنونة الطلل

ربع قواء أذاع المعصرات به ... وكل حيران سار ماؤه خضل٨

بدلا من "الطلل"؛ من حيث كان الربع أكثر من الطلل. ولهذا ما حمله سيبويه على القطع والابتداء، دون البدل والإتباع "هذا٩ إن" أردت بالبصرة حقيقة نفس البلد. فإن أردت جهتها وصعقها جاز: انحدرت من بغداد إلى البصرة نهر الأمير. وغرضنا فيما قدمناه أن تريد "بالبصرة"١٠ نفس البلد البتة.


١ في ياقوت أنه نهر كبير بين البصرة ومطارى، وأنه سمي بذلك لدير كان على فوهته يقال له دير الدهوار، ولم يتكلم على مطارى في مظنتها، ويؤخذ من حديث المؤلف أن هذا النهر بين بغداد والبصرة.
٢ سقط هذا الحرف في د، هـ، ز.
٣ سقط في حرف العطف في ش، ط.
٤ سقط في ش.
٥ سقط ما بين القوسين في ش، ونهر الأمير بالبصرة حفره المنصور، كان يقال له: نهر أمير المؤمنين، وقيل: نهر الأمير، كما في ياقوت.
٦ في ط: "وزائد".
٧ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.
٨ القواء: القفر، وأذاع: فرق وغير، والمعصرات: السحاب ذوات المطر، وأراد بالحيران سحابا تردد بمطره عليه ولازمه فهو كالحيران، والخضل: الغزير. وقد نسب البغدادي في شواهد المغني البيتين إلى عمر بن أبي ربيعة، وذلك في الشاهد الرابع والثلاثين بعد الثمانمائة، وانظر الكتاب وكتابة الأعلم على شواهده في ص١٤٢ ج١.
٩ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "وإن".
١٠ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.

<<  <  ج: ص:  >  >>