للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوهم إلا إلى الحسن رضي الله عنه "فبمن ما صحت لك"١ هذه الفائدة، وإذا قلت: الأحسن أو الأفضل أو نحو ذلك فقد استوعبت اللام من التعريف أكثر مما تفيده "من" حصتها من التخصيص، فكرهوا أن يتراجعوا بعد ما حكموا به من قوة التعريف إلى الاعتراف بضعفه، إذا هم أتبعوه من الدالة٢ على حاجته إليها، وإلى قد ما تفيده: من التخصيص المفاد منه.

فأما ما ظن أبو عثمان الجاحظ من أنه يدخل على قول أصحابنا "في هذا من قول الشاعر"٣:

فلست بالأكثر منهم حصى ... وإنما العزة للكاثر

فساقط عنهم٤. وذلك أن "من" هذه ليست هي التي تصحب "أفعل" هذا٥ لتخصيصه، فيكون ما رامه أبو عثمان من جمعها مع لام التعريف. وذلك لأنها إنما٦ هي حال من تاء "لست"؛ كقولك: لست فيهم بالكثير مالا، ولا أنت منهم٧ بالحسن وجها، أي لست من بينهم وفي جملتهم بهذه٨ الصفة، كقولك: أنت والله من بين الناس حر وزيد من جملة رهطه كريم.


١ كذا في ط، وكذا هو في د، هـ. ز، غير أن "فبمن" حرفت فيهن إلى "فيمن" وفي ش: "فيمن تحت".
٢ في ش: "الدلالة".
٣ كذا في ش، وفي ط: "في هذا من قول الأعشى"، وفي د، هـ، ز: "من قول الأعشى"، وانظر البيت في ص١٨٦ من الجزء الأول.
٤ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "عليهم".
٥ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "هذه".
٦ سقط في ز.
٧ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "فيهم".
٨ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فهذه".

<<  <  ج: ص:  >  >>