للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن هذه المثل كلها جارية مجرى المثال الواحد؛ ألا تراهم لما حذفوا ياء فرازين١، عوضوا منها الهاء في نفس المثال فقالوا فرازنة. وكذلك لما حذفوا فاء عدة٢، عوضوا منها نفسها التاء. وكذلك أينق في أحد٣ قولي سيبويه فيها: لما حذفوا عينها عوضوا منها الياء في نفس المثال.

فدل هذا وغيره مما يطول تعداده على أن المثال والمصدر واسم الفاعل كل واحد منها يجري عندهم وفي محصول اعتدادهم مجرى الصورة الواحدة حتى إنه٤ إذا لزم في بعضها شيء لعلة ما أوجبوه في الآخر وإن عرى في الظاهر من تلك العلة فأما في الحقيقة فكأنها فيه نفسه ألا ترى أنه إذا صح أن جميع هذه الأشياء على اختلاف أحوالها تجري عندهم مجرى المثال الواحد فإذا وجب في شيء منها حكم فإنه لذلك٥ كأنه أمر لا يخصه من بقية الباب بل هو٦ جار في الجميع مجرى واحدًا لما قدمنا ذكره من الحال آنفًا.

واعلم أن من قوة القياس عندهم اعتقاد النحويين أن ما قيس على كلام العرب فهو عندهم من كلام العرب نحو قولك في قوله: كيف تبني من ضرب مثل جعفر: ضربب هذا من كلام العرب, ولو بنيت مثله ضيرب, أو ضورب, أو ضروب, أو نحو ذلك, لم يعتقد من كلام العرب؛ لأنه قياس على الأقل استعمالا والأضعف قياسًا. وسنفرد لهذا الفصل٧ بابًا فإن فيه نظرًا صالحًا ٨.


١ الواحد فرزان. وهو في الشطرنج بمنزلة الوزير للسلطان. وهو معرب فرزين في الفارسية. والوارد في اللسان والقاموس جمعه على فرازين.
٢ كذا في أ، ب. وسقط في ش.
٣ في الكتاب ١/ ٣١٧: "كما قالوا: أينق لما حذفوا العين جعلوا الياء عوضًا" والرأي الآخر ذكره في الكتاب ٢/ ١٢٩ إذ يقول: "ومثل ذلك أينق: إنما هو أنوق في الأصل، فأبدلوا الياء مكان الواو، وقلبوا".
٤ كذا في ش، ب. وسقط في أ.
٥ كذا في ش، ب. وفي المطبوعة: "كذلك".
٦ كذا في أ، ب، وسقط في هذا اللفظ في ش.
٧ سقط في ش، ب.
٨ كذا في ش، ب. وسقط في أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>