للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صورة أمثاله ممن هو مخلوق ومدبر١، فيكون هذا٢ حينئذ كقولك٣ في السيد والرئيس: قد خدمته، خدمته أي الخدمة التي تحق لأمثاله، وفي العبد والمبتذل: قد استخدمته استخدامه، أي استخدام أمثاله ممن هو مأمور بالخفوف، والتصرف فيكون إذًا كقوله -عز وجل: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ} ٤ وكذلك نظائر هذا: هذه سبيله.

فأما قول٥ من طغى به جهله، وغلبت عليه شقوته، حتى قال في قول الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} ٦: إنه٧ أراد به عضو القديم، وإنها جوهر كهذه الجواهر الشاغلة للأماكن٨، وإنها ذات شعر، وكذا وكذا مما تتايعوا٩ "في شناعته"١٠ وركسوا١١ في "غوايته"١٢ فأمر نحمد الله على أن نزهنا عن الإلمام بحراه١٣. وإنما الساق هنا يراد بها شدة الأمر؛ كقولهم: قد قامت الحرب على ساق. ولسنا ندفع من ذلك أن الساق إذا أريدت١٤ بها الشدة فإنما هي مشبهة بالساق هذه التي تعلق١٥ القدم، وأنه إنما قيل ذلك لأن الساق هي الحاملة للجملة١٦، المنهضة لها. فذكرت هنا لذلك تشبيها وتشنيعا١٧. فأما أن تكون للقديم -تعالى- جارحة: ساق أو غيرها فنعوذ بالله من اعتقاده "أو الاجتياز"١٨ بطواره. وعليه بيت الحماسة:


١ سقط حرف العطف في د، هـ، ز، ط.
٢ سقط في ش، ط.
٣ سقط في ش.
٤ آية ٨ سورة الانفطار.
٥ سقط في ش، ط،.
٦ آية ٤٢ سورة القلم.
٧ سقط في ش.
٨ كذا في ش. وفي ز، هـ: "للحائز". وفي ط: "الحيائز" والحيائز جمع الحيز.
٩ في ز: "تتابعوا". والتتابع: التهافت والإسراع في الشر.
١٠ في د، هـ، ز: "له".
١١ أي ردوا وقلبوا.
١٢ في د، هـ، ز: "شناعته".
١٣ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "بحواه".، وحرى الشيء: ناحيته.
١٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "أريد".
١٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ: "تعلو".
١٦ كذا في ش، ط، وفي د، ز: "الجملة".
١٧ كذا في ش، وفي هـ، ز: "تشفيعا"، وفي د: "تشعفيا"، وسقط في ط.
١٨ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "والاختيار".

<<  <  ج: ص:  >  >>