للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كشفت لهم عن ساقها ... وبدا من الشر الصراح١

وأما قول ابن قيس٢ في صفة الحرب والشدة فيها:

تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي ... عن خدام العقيلة العذراء

فإنه وجه آخر، وطريق من طرق الشدة غير ما تقدم. وإنما الغرض فيه أن الروع قد بز العقيلة -وهي المرأة الكريمة- حياءها٣، حتى ابدت عن ساقها، للحيرة والهرب، كقول الآخر:

لما رايت نساءنا ... يفحصن بالمعزاء شدا

وبدت محاسنها التي ... تخفى وكان الأمر جدا٤


١ من قصيدة لسعد بن مالك جد طرفة بن العبد، وقوله: "كشفت" أي الحرب المذكورة قيل، ويقول التبريزي في شرح الحماسة ٢/ ٧٦، "هذا مثل تضربه العرب في كشف الساق، وذلك أن الرجل إذا أراد أن يمارس أمرا شمر ذيله، فاستعمل ذلك في الأنيس، ثم نقل إلى الحرب وغيرها من خطوب الدهر التي تعظم وتشتد، وقد قيل: الساق اسم للشدة، وفسر عليه قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} ، فقيل المعنى: يوم يكشف عن شدة".
٢ في ز: "القبس" وهو يريد: ابن قيس الرقيات، وقبله:
كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشأم غارة شعواء
وكان في جيش ابن الزبير الذي يحارب عبد الملك بن مروان، وقد كان في الشأم. والخدام جمع الخدمة، وهي الخلخال، وقوله: "عن خدام" أي عن خدامها، ولذلك منعه التنوين. و"العقيلة" فاعل "تبدى"، وانظر الأغاني "طبعة دار الكتب" ٤/ ٧٨، واللسان "خدم".
٣ سقط في د، هـ، ز.
٤ بين البيت الأول والثاني بيت تركه المؤلف، وهو:
وبدت لميس كأنها ... بدر السماء إذا تبدي
وسواب "لما" في قوله بعد:
نازلت كبشهم ولم ... أر من نزال الكبش بدا
والمعزاء: الأرض الصلبة: والشد: العدو، وكبش القوم: قائدهم.
وانظر الحماسة بشرح التبريزي ١/ ١٧٣ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>