للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أبي المنهال هذا الغناء والنجدة فإذا ذكر فكأنه١ قد ذكرا٢، فيصير معناه إلى أنه كأنه قال: أنا المغني في بعض الأحيان، أو أنا النجد٣ في بعض تلك الأوقات. أفلا تراك كيف انتزعت من العلم الذي هو "أبو المنهال" معنى الصفة والفعلية. ومنه قولهم في الخبر. إنما سميت هانئًا لنهنأ٤. وعليه جاء نابغة؛ لأنه نبغ فسمي بذلك. فهذا٥ -لعمري- صفة غلبت، فبقي عليها بعد التسمية بها بعض ما كانت تفيده من معنى الفعل من قبل. وعليه مذهب٦ الكتاب في ترك صرف أحمر إذا سمي به، ثم نكر. وقد ذكرنا ذلك في غير موضع "إلا أنك"٧ على الأحوال٨ قد انتزعت من العلم معنى الصفة. وقد مر بهذا الموضع الطائي الكبير فأحسن فيه واستوفى معناه فقال:

فلا تحسبًا هندًا لها الغدر وحدها ... سجية نفسٍ كل غانية هند٩

فقوله: "كل غانية هند" مثناه في معناه، وآخذ لأقصى مداه؛ ألا "ترى١٠ أنه" كأنه قال، كل غانية غادرة أو قاطعة "أو خائنة"١١ أو نحو ذلك.


١ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "فكأن".
٢ في ط: "ذكر" هذا وقال البغدادي في شرح شواهد المغني في الشاهد الثامن والسبعين بعد الستماة تعليقا على كلام أبي علي وابن جني: "ومقتضى كلامهما أن أبا المنهال ليس صاحب الرجز وهو من رجز أورده له العلامة ابن بري في أماليه على صحاح الجوهري في مادة "أين".
٣ في ش: "المنجد"، والنجد بسكون الجيم وضمها وكسرها، وهو الشجاع الماضي فيما يعجز غيره.
٤ "لبنأ" أي لتعطي، يقال هنأة يهنوه ويهنئه أي أعطاه، يضر لمن عرف بالإحسان، فيقال: اجر على عادتك ولا تقطعها، وانظر اللسان "هنا".
٥ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "فهذه".
٦ انظر الكتاب ٢/ ٤.
٧ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "ألا تراك".
٨ في هـ، ز: "مع".
٩ من قصيدة لأبي تمام في مدح محمد بن الهيثم، وقوله: "سجية" يقرأ بالرفع خبر "الغدر" وبالنصب على أن الخبر "لها" وسجية حال.
١٠ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "تراه".
١١ سقط ما بين القوسين في ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>