للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا١ رجل مات نساؤه شيئًا فشيئًا فتظلم من ملك الموت عليه السلام. وحقيقة لفظه غلط وفساد٢. وذلك أن هذا الأعرابي لما سمعهم يقولون: ملك الموت، وكثر ذلك في الكلام، سبق إليه أن هذه اللفظة مركبة من ظاهر لفظها؛ فصارت عنده كأنها فعل؛ لأن ملكًا في اللفظ "على صورة"٣ فلك فبني منها فاعلًا، فقال: مالك موت، وغدا مالك. فصار في ظاهر لفظه كأنه فاعل، وإنما مالك هنا على الحقيقة والتحصيل مافل، كما أن ملكًا على التحقيق مفل، وأصله ملأك٤، فألزمت همزته التخفيف، فصار ملكًا. واللام فيه فاء، والهمزة عين، والكاف لام، هذا أصل تركيبه وهو "ل أك"٥ وعليه تصرفه، ومجيء الفعل "منه في الأمر الأكثر"٦ قال:

ألكني إليها وخير الرسو ... ل أعلمهم بنواحي الخبر

وأصله: ألئكني٧؛ فخففت همزته. وقال:

ألكني إليها عمرك الله يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديا

وقال٨:

ألكني إلى قومي السلام رسالة ... بآية ما كانوا ضعافًا ولا عزلا

"وقال يونس: ألك يألك"٩.


١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "وهكذا".
٢ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "قاصد".
٣ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "في وزن".
٤ كذا في ز، ط. وفي ش: "مألك".
٥ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "ء ل ك".
٦ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "في أكثر الأمر منه".
٧ في ط بعده: "إليها".
٨ أي عمرو بن شأس، وانظر اللسان "ألك"، وشواهد المغني للبغدادي في الشاهد الواحد والستين بعد الستمائة والكتاب ١/ ١٠١.
٩ كذا في ش، ز، وسقط ما بين القوسين في ط. وهو أولى؛ لأن مكانه عند قوله بعد: "على أنه قد جاء عنهم ألك يألك" وفيه عني عنه، وفي ج: "لاك يلبك"، يريد: لأك يلئك، وهذه صحيحة، يريد أن يؤنس حكى الثلاثي من "ل أك".

<<  <  ج: ص:  >  >>