للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا كان كذلك فقول لبيد:

بألوكٍ فبذلنا ما سأل١

إنما هو عفول قدمت عينه على فائه. وعلى أنه قد جاء عنهم ألك يألك من الرسالة إلا أنه قليل.

وعلى ما قلنا فقوله٢:

أبلغ أبا دختنوس مألكةً ... غير الذي قد يقال ملكذب

"إنما هي"٣ معفلة. وأصلها٤ ملئكة فقلب، على ما مضى. وقد ذكرنا هذا الموضع في شرح تصريف أبي عثمان رحمه الله.

فإن قلت: فمن أين لهذا الأعرابي -مع جفائه وغلظ٥ طبعه- معرفة التصريف، حتى بنى من "ظاهر لفظ"٦ ملكٍ فاعلا، فقال: مالك.

قيل: هبه لا يعرف التصريف "أتراه لا"٧ يحسن بطبعه وقوة نفسه ولطف حسه هذا القدر، هذا ما لا يجب أن يعتقده عارف بهم، أو آلف لمذاهبهم٨؛ لأنه وإن لم يعلم حقيقة تصريفه بالصنعة٩ فإنه يجده١٠ بالقوة، ألا ترى أن أعرابيًا بايع أن يشرب علبة لبن ولا يتنحنح، فلما شرب بعضها كظه١١ الأمر فقال: كبش أملح. فقيل له: ما هذا، تنحنحت. فقال: من تنحنح فلا أفلح. أفلا تراه كيف


١ صدره:
وغلام أرسلته أمه
٢ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "قوله" وانظر في البيت ص٣١٢ من الجزء الأول.
٣ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "إنما هو". وفي ط: "إنها".
٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "أصله".
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز:"غلوة".
٦ كذا في ز، ط، وفي ش: "لفظ ظاهر"، وفي ش: "ظاهر".
٧ كذا في ز، ط، وفي ش: "ألا تراه".
٨ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "لمذهبهم".
٩ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "فإنما".
١٠ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "يجدها" والتذكير للتصريف، والتأنيث لحقيقته.
١١ كذا في ش، وفي ز، ط: "كده". وفي هـ: "كثره". ويقال كظه أي غمه من كثرة الأكل، حتى لا يطيق النفس.

<<  <  ج: ص:  >  >>