للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدريك؟ فقال أبو عمرو: إن شئت أن أعلمك أن الله -عز وجل- لم١ يعلمك "حرفًا من العربية"٢ أعلمتك. فسأل عنه الأعمش فأخبر بمكانه من العلم. فكان بعد ذلك يدنيه، ويسأله عن الشيء إذا أشكل عليه. هذا٣ ما في الحكاية. وعلى ذلك فيتخولنا صحيحة. وأصحابنا يثبتونها. ومنها -عندي٤- قول البرجمي:

يساقط عنه روقه ضارياتها ... سقاط حديد القين أخول أخولا٥

أي شيئًا بعد شيء. وهذا هو معنى قوله: يتخولنا بالموعظة، مخافة السآمة، أي يفرقها ولا يتابعها.

ومن ذلك اجتماع الكميت مع نصيب، وقد استنشده نصيب من شعره، فأنشده الكميت:

هل أنت عن طلب الأيفاع منقلب٦

حتى إذا بلغ إلى قوله:

أم هل ظعائن بالعلياء نافعة ... وإن تكامل فيها الدل والشنب٧


١ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "لا".
٢ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "من العربية حرفا".
٣ في د، هـ، ز بعده: "على".
٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "عندنا".
٥ هذا في الحديث عن ثور وحشي يطرد كلاب الصيد عنه ويدفعها بروفة. والروق: القرن. وانظر ص١٣٢ من الجزء الثاني.
٦ عجزه:
أم كيف يحسن من ذي الشبية اللعب
٧ جاء البيت في أمالي الرضى ٢/ ٢٥٤ هكذا:
وقد رأينا بها حورا منعمة ... رودا تكامل فيها الدل والشنب

<<  <  ج: ص:  >  >>