للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال أبو النجم:

أقبلت من عند زياد كالخرف ... تخط رجلاي بخط مختلف

تكتبان في الطريق لام ألف١

وحكى أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي عن أحمد بن يحيى عن سلمة قال: حضر الأصمعي وأبو عمرو الشيباني عند أبي السمراء فأنشده٢ الأصمعي:

بضرب كآذان الفراء فضوله ... وطعنٍ كتشهاق العفا هم بالنهق٣

ثم ضرب بيده إلى فرو كان بقربه، يوهم أن الشاعر أراد فروًا. فقال أبو عمرو: أراد الفرو٤. فقال الأصمعي: هكذا راويتكم٥!.

ويحكى عن رؤبة في توجهه إلى قتيبة بن مسلم أنه قال: جاءني رجلان، فجلسا إلي وأنا أنشد شيئًا من شعري، فهمسا٦ بينهما، فتفقت٧ عليهما، فهمدا.


١ زياد صديق له كان يسقيه الشراب فينصرف من عنده مملا كالحرف، وهو الذي فسد عقله لكبر "وقوله: تكتبان لام ألف أي لاما وألفا، أي تارة يمشي معوجا فتخط رجلاه خطا شبيها باللام، وتارة يمشي مستقيما فتخط رجلاه خطا شبيها بالألف، وانظر الخزانة في الشاهد السابع.
٢ في د، هـ: "فأنشد".
٣ كأن هذا البيت مركب من بيتين أولهما لأبي الطمحان القيني وهو:
بضرب يزيل الهام عن سكناته ... وطعن كتشهاق العفا هم بالنهق
والثاني لمالك بن زغبة الباهلي، وهو:
بضرب كآذان الفراء فضوله ... وطعن كإيزاغ المخاض تبورها
وقد ورد الأول في اللسان "عفا" والآخر في اللسان "فرأ" والفراء جمع الفراء، وهو حمار الوحش. والعفا ولد حمار الوحش، وانظر الجواليقي على أدب الكاتب ٣٩٧.
٤ في ش: "الفراء".
٥ كذا في ط، هـ، وفي ش: "رأيتكم" وهو تحريف.
٦ في الموشح: "فتغامزا".
٧ كذا في الأصول، ولم يتوجه لي معناها، ويبدو أنها محرفة عن "فتقبعت" وهو ما جاء في الموشح ١٩٢، والتقبع من القبع، وهو في الأصل صوت يردده الفرص من منخريه إلى حلقه، ويكون عند رؤيته شيئا يكرهه أو يتقيه، يريد أنه أظهر لهما الكراهة، وقد يكون الأصل: فنفت عليهما أي غضبت، من النفت.

<<  <  ج: ص:  >  >>