للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الرياشي: حدثني الأصمعى، قال: ناظرني المفضل عند عيسى بن جعفر، فأنشد بيت أوس:

وذات هدم عارٍ نواشرها ... تصمت بالماء تولبا جذعا١

فقلت: هذا تصحيف؛ لا يوصف التولب بالإجذاع، وإنما هو: جدعا، وهو السىء الغذاء. قال: فجعل المفضل يشغب، فقلت له: تكلم كلام النمل وأصب. لو نفخت في شبور٢ يهودى ما نفعك شيئا.

ومن ذلك إنكار الأصمعى على ابن الأعرابى ما كان رواه ابن الأعرابى لبعض ولد سعيد بن سلم بحضرة سعيد بن سلم لبعض بنى كلاب:

سمين الضواحى، لم تؤرقه ليلة ... وأنعم أبكار الهموم٣ وعونها


١ قبله:
ليبكك الشرب والمدامة والـ ... ـفتيان طرا وطامع طمعا
والهدم: الثوب المرقع البالي، والنواشر: عروق ظاهر الكف أو عصب الذراع والتولب: الصغير من حمر الوحش، استعاره للصبي، وتصمت: تسكت وتعلل، يقول: ليس لها لبن من الضر وشدة الزمان، فهي تعلله بالماء وانظر الأمالي ٣/ ٣٥.
٢ هو البوق وفي محيط المحيط أنه معرب شوفر بالعبرية.
٣ في ط: "الخطوب" في مكان "الهموم" وفي د، هـ: "المعاني" وقبله:
رأت نضو أسفار أميمة قاعدا ... على نضو أسفار فجن جنونها
فقالت من أي الناس أنت ومن تكن ... فإنك راعي صرمة لا تزيتها
فقلت لها ليس الشحوب على الفتى ... يعار ولا خير الرجال سمينها
عليك براعي ثلة مسلحبة ... بروح عليها محضها وحقينها
والثلة: قطيع الغنم. ومسلحبة: منبطة وممدة. والمحض: اللبن الخالص. والحقين: اللبن يجعل في السقاء ليخرج زبدته. والضواحي: ما ظهر فيه وبدا، وأبكار الهموم ما يبدأ منها، والعون جمع عوان، وهي التي تنجب بعد بطنها البكر، يريد الهموم التي استمرت وبقيت عنده، وانظر مجالس كاتب ابن حنزاية، واللسان "ضحا"، ولم ينسب هذا الشعر، ويقول المعلق على معاني ابن قتيبة ٥٦٠: أحسبه للمخبل السعدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>