للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واوًا من١ غير استحكام٢ علة أكثر من أنهم أرادوا الفرق بين الاسم والصفة. وهذه ليست علة معتدة ألا تعلم كيف يشارك الاسم الصفة في أشياء كثيرة لا يوجبون على أنفسهم الفرق بينهما فيها. من ذلك قولهم في تكسير حسن: حِسان فهذا كجبل وجبال وقالوا: فرس وَرد٣ وخيل وُرد٤ فهذا كسَقف وسُقف ٤. وقالوا: رجل غفور وقوم غُفُر وفخور وفخر فهذا كعمود وعمد. وقالوا: جمل بازل وإبل بوازل وشغل شاغل وأشغال شواغل فهذا كغارب وغوارب وكاهل وكواهل. ولسنا ندفع أن يكونوا قد فصلوا بين الاسم والصفة في أشياء غير هذه إلا أن جميع ذلك إنما هو استحسان لا عن ضرورة علة وليس بجار مجرى رفع الفاعل ونصب المفعول ألا ترى أنه لو كان الفرق بينهما واجبًا لجاء في جميع الباب؛ كما أن رفع الفاعل ونصب المفعول منقاد في جميع الباب.

فإن قلت: فقد قال الجعدي:

حتى لحقنا بهم تعدي فوارسنا ... كأننا رعن قف يرفع الآلا٥


١ كذا في ش، ب، وفي أ: "عن".
٢ انظر ص٨٨ من هذا الجزء في إعلال الأمثلة المذكورة.
٣ أي ذو لون أحمر يضرب إلى صفرة، وكان ما فيه هذا اللون فهو ورد.
٤ ضبط في أ، ب، ج "ورد وسقف" بسكون العين كقفل، والوارد في ورد السكون. وأما سقف فالوارد فيه الضم كعنق، ويظهر أن أبا الفتح وهم في هذا فظن سقفا كققل أو أنه رأى فيه التخفيف كما يقال في كتب: كتب, وفي رسل: رسل بتسكين العين فيهما.
٥ بعده:
فلم نوقف مشلين الرماح ولم ... نوجد عواوير يوم الروع عزالا
والبيت في الأمالي ٢/ ٢٢٨، وفي المختار من شعر بشار ٢٦٢ وفيه بعد أن أورده: "وقال العلماء: هذا من المقلوب، وإنما أراد الشاعر: كأننا رعن قف يرفعه الآل، والرعن: أول كل شيء والقف: ما غلظ من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلا" والآل: السراب، وهو ما يراه الإنسان في الصحراء نصف النهار كأنه ماء. وترى ابن جني يذهب فيه مذهبا غير القلب الذي ذهب إليه غيره، وقد تبعه البكري في اللآلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>