للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تتكلف عناء ولا مشقة. وأنشدنا أبو علي -رحمه الله- غير دفعة١ بيتًا مبني معناه على هذا وهو:

رأى الأمر يفضي إلى آخر ... فصير آخره أولا٢

وذلك كأن تبني من قويت مثل رسالة فتقول على التذكير٣: قواءة وعلى التأنيث: قواوة, ثم تكسرها على حد قول الشاعر ٤:

موالي حلف لا موالي قرابة ... ولكن قطينا يحلبون الأتاويا٥

جمع إتاوة؛ فيلزمك أن تقول حينئذ: قواوٍ فتجمع بين واوين مكتنفتي ألف التكسير, ولا حاجز بين الأخيرة منهما وبين الطرف.

ووجه ذلك أن الذي قال "الأتاويا " إنما أراد جمع إتاوة, وكان قياسه أن يقول: أتاوى؛ كقوله في علاوة وهراوة: علاوى وهراوى غير أن هذا الشاعر سلك طريقًا أخرى غير هذه. وذلك أنه لما كسر إتاوة حدث في مثال التكسير همزة بعد ألفه بدلا من ألف فعالة كهمزة رسائل وكنائن فصار التقدير به إلى أتاء، ثم تبدل٦ من كسرة الهمزة فتحة؛ لأنها عارضة في الجمع, واللام معتلة


١ كذا في أ. وفي غيرها: "مرة".
٢ البيت في عيون الأخبار ٣/ ٥٤ منسوب إلى محمود الوراق، وفيه: رأى الهم.
٣ كأنه يريد: على اعتبار التاء عارضة على قواو في حكم المنفصلة فتكون الواو في حكم الطرف، فتستحق الإعلال: وأما على التأنيث فإن الكلمة تكون كشقاوة، فلا تكون الواو في الطرف فتصح؛ إذ كانت الكلمة بنيت على التاء.
٤ هو النابغة الجعدي: انظر اللسان في "أتو".
٥ قبله:
فلا تنتهي أضغان قومي بينهم ... وسوأتهم حتى يصيروا مواليا
وقوله: "يحلبون الأتاويا" أي يعطونها، وذلك أئهم خدم فهم يأخذون الخراج والأجر على خدمتهم. ورواية اللسان في "أتو": "يسألون الأتاويا". وانظر اللسان في "حلب" ويبدو أن من هذه القصيدة ما أورده له ابن قتيبة في الشعر والشعراء: ٢٥٢ تحقيق الأستاذ أحمد شاكر؛ يذكر قومه:
ولو أن قومي لم تخف صدورهم ... وأحلامهم أصبحت للفنق آسيا
ولكن قومي أصبحوا هثل خيبر ... بها داؤها ولا تضر الأعاديا
٦ كذا في ش، ب. وفي أ: "يبدل".

<<  <  ج: ص:  >  >>