للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البِئباء على هذا الفعلال كالزلزال, والقلقال, والبأبأة١ الفعللة, كالقلقلة, والزلزلة, وعلى هذا اشتقوا منهما "البئب " فصار فعلا من باب سلس, وقلق؛ قال ٢:

يا بأبي أنت ويا فوق البئب ٣

فالبئب الآن بمنزلة الضلع, والعنب, والقمع, "والقرب"٤. ومن ذلك قولهم: القرنوة٥ للنبت وقالوا: قرنيت السقاء إذا دبغته بالقرنوة فالياء في قرنيت الآن للإلحاق, بمنزلة ياء سلقيت وجعبيت وإنما هي بدل من واو "قرنوة " التي هي لغير الإلحاق. وسألني أبو علي -رحمه الله- عن ألف "يا " من قوله -فيما أنشده أبو زيد٦:

فخيرٌ نحن عند الناس منكم ... إذا الداعي المثوب قال يا لا٧

فقال: أمنقلبة هي؟ قلت: لا؛ لأنها في حرف أعني " يا " فقال: بل هي منقلبة. فاستدللته على ذلك فاعتصم بأنها قد خلطت باللام بعدها ووقف عليها فصارت اللام كأنها جزء منها فصارت "يال " بمنزلة قال والألف في موضع العين وهي مجهولة فينبغي أن يحكم عليها بالانقلاب عن الواو. هذا٨ جمل ما قاله ولله هو وعليه رحمته،


١ هو بالجر عطف على "البئباء". وفيه العطف على معمولين. ويقرأ بالرفع على حذف المضاف وهو "مثال" أي ومثال البأبأة.
٢ هو آدم مولى بلعنبر كما في اللسان في "أبو". وهو من رجز البيان والتبيين للجاحظ ١/ ١٦٣، يقول في ابن له.
٣ "يا فوق البئب" -ويروى البيب- أي أتت فوق أن يقال له: بأبي أنت.
٤ زيادة في أخلت منها ش، ب.
٥ انظر ص٢٢٨.
٦ انظر ص٢١ من نوادر أبي زيد، والخزانة ص٤ ج٢ من السلفية. وهذا من بيتين لزهير بن مسعود الضبي.
٧ يعده:
ولم يثق العوائق من غيور ... بغيرته وخلين الحجالا
المثوب: الذي يدعو الناس للحرب يستنصرهم، وقوله "يالا" يريد يا لبني فلان. والعواتق جمع عاتق وهي التي لم تتزوج، وقوله "خلين الحجالا" أي من الفزع يخرجن من المجال فلا يثقن بأن يمنعهن الأزواج والآباء والإخوة، يقول: نحن عندهن أوثق منكن.
٨ كذا في أ، وفي ش، ب: "وهذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>