للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله ١:

يا دار هند عفت إلا أثافيها

كذلك حملت الألف على الياء في قوله -فيما أنشد أبو زيد:

إذا العجوز غضبت فطلق ... ولا ترضّاها ولا تملَّق٢

وكما وضع الضمير المنفصل موضع المتصل في قوله:

إليك حتى بلغت إياكا

ومنه قول أمية ٣:

بالوارث الباعث الأموات قد ضمنت ... إياهم الأرض في دهر الدهارير

كذلك وضع أيضا المتصل موضع المنفصل في قوله:

فما نبالي إذا ما كنت جارتنا ... ألا يجاورنا إلاك ديار٤

وكما قلبت الواو ياء استحسانًا, لا عن قوة علة في نحو غديان٥، وعشيان٥، وأبيض لياح٥، كذلك أيضًا "قلبت الياء واوًا"٦ في نحو الفتوى والرعوى والتقوى،


١ أورد سيبويه في الكتاب ٢/ ٥٥ هذا الشطر ونسبه إلى بعض السعديين.
٢ نسبه العيني إلى رؤبة. انظر شواهد المعرب والمبني، وهو في ديوان رؤبة ١٧٩ فيما نسب إليه.
٣ قال العيني في شواهد الضمير: "قاله الفرزدق، وما قيل أنه لأمية بن أبي الصلت غير صحيح". وقبله:
إني حلفت ولم أحلف على فند ... فناء بيت من الساعين معمور
وبعده بيت:
لو لم يبشر به عيسى وبينه ... كنت النبي الذي يدعو إلى النور
وهو من قصيدة للفرزدق مدح يزيد بن عبد الملك وهجاء يزيد بن المهلب، وانظر الديوان ١٠٢ طبع أوروبا؛ ومختصر الشواهد للعيني ٢٨، وقوله: "بالوارث" في الأصول: "الوارث" وهو تحريف.
٤ قال: العيني: "أنشده الفراء ولم يعزه إلى أحد".
٥ غديان وصف من غدي -بكسر الدال- تغدى وعشيان وصف من عشي -بكسر الشين- تعشى، وأبيض لياح: شديد البياض. ويقال فيه أيضا لِياح بالكسر.
٦ أثبتت هذه الجملة هنا وفقا لما في أ، ج. وفي ش، ب: أخرت هذه الجملة عن "الشروي".

<<  <  ج: ص:  >  >>