للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنهم إنما أعربوه بالحرف١ وإن كان في رتبة الآحاد -وهي الأول- من حيث كان قد صار بالتأنيث إلى حكم الفرعية ومعلوم أن الحرف أقوى من الحركة فقد ترى إلى علم إعراب الواحد أضعف لفظًا من إعراب ما فوقه فصار -لذلك- الأقوى كأنه الأصل والأضعف كأنه الفرع.

ومن ذلك حذفهم الأصل لشبهه عندهم بالفرع ألا تراهم لما حذفوا الحركات -ونحن نعلم أنها زوائد في نحو لم يذهب ولم ينطلق- تجاوزوا ذلك إلى أن حذفوا للجزم أيضًا الحروف الأصول فقالوا: لم يخش ولم ير ولم يغز. ومن ذلك "أيضًا"٢ أنهم حذفوا ألف مغزىً٣، ومدعىً في الإضافة فأجازوا مغزِيّ ومرمِيّ ومَدعِيّ فحملوا الألف هنا -وهي لام- على الألف الزائدة في نحو٤ حبلىّ وسكرىّ. ومن ذلك حذفهم ياء تحية وإن كانت أصلًا حملًا لها على ياء شقية وإن كانت زائدة فلذلك قالوا تحويّ كما قالوا سقويّ وغنويّ في شقية وغنية. وحذفوا أيضًا النون الأصلية في قوله ٥:

ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل

وفي قوله٦:

كأنهما ملآن لم يتغيرا


١ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "بالحروف".
٢ زيادة في أ، ب.
٣ كذا في أ. وفي ب، ج. "معزى".
٤ ثبت لفظ "نحو" في أ، وسقط في ش، ب.
٥ هو النجاشي الحارثي. وانظر شرح شواهد المغني للسيوطي ٢٢٩ والكتاب ١/ ٩. والشطر الذي أورده من أبيات فيها حديث عن ذئب لقيه على ماء ورده، وقبله:
فقلت له يا ذئب هل لك في أخ ... يواسي بلا من عليك ولا بخل
فقال هداك الله للرشد إنما ... دعوت لما لم يأته سبع قبلي
فلست بآنيه ولا أستطيعه ... ولاك استقنى إن كان ماؤك ذا فضل
٦ عجزه:
وقد مر للدارين من بعدنا عصر
وانظر اللسان في "أين" وهو من قصيدة لأبي صخر الهذلي في الأمالي ١/ ١٤٨، وبقية أشعار الهذليين ٩٣ وقيل هذا البيت:
لليلى بذات الجيش دار عرفتها ... وأخرى بذات البين آياتها سطر

<<  <  ج: ص:  >  >>