للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله ١:

أبلغ أبا دختنوس مألكةً ... غير الذي قد يقال مِلكذب٢

كما حذفوا الزائدة٣ في قوله ٤:

وحاتم الطائي وهاب المئي

وقوله ٥:

ولا ذاكر الله إلا قليلا

ومن ذلك حملهم التثنية -وهي أقرب إلى الواحد- على الجمع وهو أنأى عنه؛ ألا تراهم قلبوا همزة التأنيث فيها فقالوا: حمراوان وأربعاوان كما قلبوها فيه واوًا فقالوا: حمراوات علمًا وصحراوات وأربعاوات. ومن ذلك حملهم الاسم -وهو الأصل- على الفعل -وهو الفرع- في باب ما لا ينصرف "نعم " وتجاوزوا بالاسم رتبة الفعل إلى أن شبهوه بما ورءاه -وهو الحرف- فبنوه نحو أمس وأين وكيف وكم وإذا. وعلى ذلك ذهب بعضهم في ترك تصرف " ليس" إلى أنها ألحقت بـ "ما " فيه كما ألحقت "ما " ٦ بها في العمل في اللغة الحجازية. وكذلك قال أيضًا في " عسى ": "إنها"٧ منعت التصرف لحملهم إياها على لعل. فهذا ونحوه يدلك على قوة تداخل هذه اللغة وتلامحها٨، واتصال أجزائها وتلاحقها وتناسب أوضاعها وأنها لم تقتعث٩ اقتعاثًا ولا هيلت هيلا, وأن واضعها عني بها وأحسن جوارها١٠، وأمد بالإصابة والأصالة فيها.


١ انظر البيت في اللسان في "ألك".
٢ أبو دختنوس لقيط بن زرارة. ودختنوس سماها باسم بنت كسرى ويقال: دختنوش. وهي منقولة عن الفارسية أصلها دخت نوش، ومعناه: بنت الهنيء. وانظر اللسان، والمعرب للجواليقي ١٤٢. وقوله: "ملكذب". يريد: من الكذب. وانظر أمالي ابن الشجري ١/ ٩٧.
٣ كذا في أ، ج. وفي ب، ش: "الزوائد".
٤ عزاه في اللسان في "مأى" إلى امرأة من عقيل تفخر بأخوالها من اليمن وكذا في النوادر ٩١ والخزانة ٣/ ٣٠٤ وقبله:
حيدة خالي ولقيط وعلي
٥ هو أبو الأسود الدؤلي. وانظر الخزانة طبعة السلفية، ١/ ٢٥٨ والشطر الذي أورده صدره:
فألقيته غير مستعتب
٦ كذا في أ. وفي ب: "فيه".
٧ كذا في أ. وفي ش، ب، د، هـ: "إنها المراد وسقط ما".
٨ كذا في أ. وفي ش: "تحاملها" وفي ب: "تلاحمها".
٩ كأنه يريد أنها ليست جزافا، بل هي مقدرة بمقياس، يقال: قعث له إذا حقن له بيده وأعطاء، واقتعث العطية إذا أكثرها وفي هذا معنى الخروج عن التقدير والحساب.
١٠ كذا في أ، ب. وفي ش: "جوازها".

<<  <  ج: ص:  >  >>