للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيزول أيضًا ما كان مستكرهًا من ذلك فقالوا "لهِنّك قائم " ١ أي لئنك قائم. وعليه قوله -فيما رويناه عن محمد بن سلمة عن أبي العباس٢:

ألا ياسنا برق على قلل الحمى ... لهنك من برق على كريم٣

فإن قلت: فما تصنع بقول الآخر ٤:

ثمانين حولا لا أرى منك راحة ... لهنك في الدنيا لباقية العمر٥

وما٦ هاتان اللامان؟

قيل: أما الأولى فلام الابتداء, على ما تقدم. وأما الثانية في قوله: "لباقية العمر " فزائدة كزيادتها في قراءة سعيد بن جبير {إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} . ونحوه ما رويناه عن قطرب من قول الشاعر:

ألم تكن حلفت بالله العلي ... أن مطاياك لمن خير المطي٧

بفتح أن في الآية وفي البيت. وروينا عن أحمد بن يحيى -وأنشدناه أبو علي رحمه الله تعالى:


١ كتب في أفوق لهنك "مثل لعنك" وسقط هذا في ش، ب. ويبدو أنها قصد بها توضيح ما في النص على أن تكون خارجة عنه، ومن ثم لم أثبتها. وهذا الرأي في "لهنك" وهو رأي سيبويه في الكتاب ١/ ٤٧٤.
٢ هو المبرد. وانظر سر الصناعة في حرف اللام.
٣ من أربعة أبيات في الأمالي ١/ ٢٢٠ والسمط ٥١١ والخزانة ٤/ ٢٣٩ وديوان المعاني ٢/ ١٩٢، وانظر نوادر أبي زيد ٢٨.
٤ هو عروة الرحال. وانظر الأمالي ٢/ ٣٦ والسمط ٦٧١ وشرح الحماسة ٤/ ١٧٦ بولاق.
٥ وبعده:
فإن أنقلب من عمر صعبة سالما ... تكن من نساء الناس لي بيضة العقر
وقد ثبت الشطر الأول من الشاهد في ش، ب، وسقط في أ، ج.
٦ في ب، ش، ب، د، هـ قبل هذا زيادة: "مثل لعنك" وهو راجع لقوله في الشعر "لهنك".
٧ "خير" كذا في ج وفي أ، ب: "شر". وما أثبته موافق لما نقله في الخزانة ٤/ ٣٢٨ عن سر الصناعة. وهو في سر الصناعة في حرف اللام.

<<  <  ج: ص:  >  >>