للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مروا عجالا وقالوا كيف صاحبكم ... قال الذي سألوا أمسى لمجهودا١

فزاد اللام. وكذلك اللام عندنا في "لعل" زائدة ألا ترى أن العرب قد تحذفها قال:

عل صروف الدهر أو دولاتها ... يدلننا اللمة من لماتها٢

فتستريح النفس من زفراتها

وكذلك٣ ما أنشده٤ ابن الأعرابي من قول الراجز:

ثمت يغدو لكأن لم يشعر ... رخو الإزار زمح التبختر٥

أي كأن لم يشعر، فكذلك تكون اللام الثانية في قوله:

لهنك في الدنيا لباقية العمر

زائدة.

فإن قلت: فلم لا تكون الأولى هي الزائدة والأخرى غير زائدة قيل: يفسد ذلك من جهتين: إحداهما أنها قد ثبتت في قوله "لهنك من برق علي كريم " هي لام الابتداء لا زائدة فكذلك ينبغي أن تكون في هذا الموضع أيضًا هي لام الابتداء. والأخرى أنك لو جعلت الأولى هي الزائدة لكنت قد قدمت الحرف الزائد والحروف إنما تزاد لضرب من ضروب الاتساع فإذا كانت للاتساع كان آخر الكلام أولى بها من أوله ألا تراك لا تزيد "كان " مبتدأة وإنما تزيدها حشوًا أو آخرًا وقد تقدم ذكر ذلك.


١ أنشده ثعلب غير معزو: المجالس ١٥٣ وما بعدها، مع بيت بعده:
يا ويح نفسي من غبراء مظلمة ... قيست على أطول الأقوام ممدودا
وانظر الخزانة ٤/ ٣٣٠.
٢ "يدلننا" كذا في أ، ب، ش. وفي ج: "تدني لنا" وفي اللسان في "لمم" "تديلنا"؛ وترى في هذا الموطن من اللسان أن الفراء أنشد هذا الرجز من غير عزو.
٣ كذا في أ، ج. وفي ب، ش: "فكذلك".
٤ كذا في ش، ب. وفي أ: "أشدناه" وفي ج: "أنشدنا" ولم يلق أبو الفتح ابن الأعرابي؛ فإن صح ما في أ، ج، فالمراد: أنشدنا في كتبه وما روي عنه لا شفاها.
٥ "زمح التبختر": ثقيله بغيضه. والزمح: السيئ الخلق وقد أصلحتها هكذا وفي أ، ب: "رمح". وفي ج: "زمج".

<<  <  ج: ص:  >  >>