للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنها وإن كانت طرفًا ومنونة فإن المثال الذي فيه "لا"١ مصعد للأصول إليه فيلحق هذا به لأنه لا أصل لها٢ سداسيًا، فإنما٣ ألف قبعثرى قسم من الألفات الزوائد في أواخر الكلم ثالث لا للتأنيث ولا للإلحاق. فاعرف ذلك.

ومن ذلك أنهم لما "أجمعوا الزيادة"٤ في آخر بنات الخمسة -كما زادوا في آخر بنات الأربعة- خصوا بالزيادة فيه الألف استخفافًا لها ورغبة فيها هناك دون أختيها: الياء والواو. وذلك أن بنات الخمسة لطولها لا ينتهي إلى آخرها إلا وقد ملت, فلما٥ تحملوا الزيادة في آخرها طلبوا أخف الثلاث -وهي الألف- فخصوها بها, وجعلوا الواو والياء حشوًا في نحو عضرفوط وجعفليق لأنهم لو جاءوا بهما طرفًا٦ وسداسيين مع ثقلهما لظهرت الكلفة في تجشمهما وكدت في احتمال النطق بهما كل ذلك لإصلاح اللفظ.

ومن ذلك باب الادّغام في المتقارب نحو ود في وتد, ومن الناس "ميقول " في "من يقول " ومنه جميع باب التقريب؛ نحو اصطبر، وازدان، وجمع باب المضارعة، نحو مصدر٧ وبابه.

ومن ذلك تسكينهم لام الفعل إذا اتصل بها علم الضمير المرفوع نحو ضربت وضربن وضربنا. وذلك أنهم أجروا الفاعل هنا مجرى جزء من الفعل فكره


١ زدت هذا الحرف ليستقيم الكلام, وقد خلت منه الأصول والزيادة "لا" في الأشباه للسيوطي ١/ ٧٣.
٢ كذا في أ. وفي ش، ب: "له" وكأن الضمير في "لها" يرجع إلى الأسماء. وفي الأشباه "لنا" وهو أجود.
٣ كذا في أ. وفي ش، ب: "وإنما".
٤ كذا في أ. وفي ش، ب: "أجمعوا على الزيادة". وكلاهما صحيح؛ يقال: أجمع الأمر وأجمع عليه: عزم عليه.
٥ كذا في ش، ب. وفي أ "فإنما".
٦ كذا في الأشباه. وفي الأصول: "أو". وقوله: "سداسيين كذا في الأصول، والأجود: سادسين".
٧ في أكتب الحرف "ز" فوق "مصدر"، وهذا علامة على نطق الصاد قريبة من الزاي تحقيقًا للمضارعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>