للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فغير منكر أن يخرج١ واحدها أصله, كما خرج واحد الآباء على أصله، وذلك قولهم: هذا أبًا ورأيت أبًا ومررت بأبًا. وروينا عن محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى قال ٢: يقال هذا أبوك وهذا أباك وهذا أبُك؛ فمن قال: هذا أبوك أو أباك فتثنيته أبوان ومن قال هذا أبك فتثنيته أبان وأبوان. وأنشد:

سوى أبك الأدنى وإن محمدا ... على كل عال يابن عم محمد

وأنشد أبو علي عن أبي الحسن:

تقول ابنتي لما رأتني شاحبا ... كأنك فينا يا أبات غريب٣

قال: فهذا تأنيث أبا وإذا كان كذلك جاز جوازًا حسنًا أن يكون قولهم: لا أبا لك "أبا " منه اسم مقصور كما كان ذلك في "أخالك " ويحسنه أنك إذا حملت الكلام عليه جعلت له خبرًا ولم يكن في الكلام فصل بين المضاف والمضاف إليه بحرف الجر؛ غير أنه يؤنس بمعنى إرادة الإضافة قول الفرزدق:

ظلمت ولكن لا يدي لك بالظلم٤

فلهذا جوزناهما جميعًا.

وروينا لمعن بن أوس:

وفيهن والأيام يعثرن بالفتى ... نوادب لا يمللنه ونوائح٥


١ كذا في ش، ب، د، هـ. وفي أ: "خرج".
٢ انظر مجالس ثعلب ٤٦٨، وينتهي ما في المجالس بعد البيت الآتي. وهو في اللسان "أبو".
٣ "يا أبات" كذا بالتاء المفتوحة في ش، ب، وفي أ: "أباة"، وفي ج: "أباء". وفي اللسان في "أبو" كما أثبت. والبيت نسبه أبو زيد في النوادر ٢٣٩ إلى أبي أُبي الحدرجان.
٤ قبله في بيتين يخاطب بهما عمر بن لجأ:
ما أنت إن قرما تميم تسامها ... أخا التيم إلا كالشظية في العظم
ولو كانت مولى العز أو في ظلاله ... .........................................
يريد بقرمي تميم: نفسه وجريرا، وكان عمر دخل لهما في الهجاء وانظر ديوان الفرزدق طبعة الصاوي ٨٢٥.
٥ قبله:
رأيت رجالا يكرهون بناتهم ... وفيهن لا تكذب نساء صوالح
والبيتان في الأمالي ٢/ ١٩٠، واللآلي، ٨٠٤, والخزانة ٣/ ٢٥٨، والأغاني "بولاق" ١٠/ ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>