للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال١:

ألق الصحيفة لا أبا لك إنه ... يخشى عليك من الحباء النقرس

وقال٢:

أبالموت الذي لا بد أني ... ملاق لا أباك تخوفيني

أراد: لا أبا لك فحذف اللام من جاري عرف الكلام. وقال جرير:

يا تيم تيم عدي لا أبا لكم ... لا يلقينكم في سوأة عمر٣

وهذا أقوى دليل على كون هذا القول مثلا لا حقيقة؛ ألا ترى أنه لا يجوز أن يكون للتيم كلها أب واحد ولكن معناه: كلكم أهل للدعاء عليه والإغلاظ له. وقال الحطيئة:

أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا٤

فإن قلت: فقد أثبت الحطيئة في هذا البيت ما نفيته أنت في البيت الذي قبله وذلك أنه قال " لأبيكم" فجعل للجماعة أبًا واحدًا وأنت قلت هناك: إنه لا يكون لجماعة تيم أب واحد فالجواب٥ عن هذا من موضعين: أحدهما ما قدمناه من أنه لا يريد حقيقة الأب وإنما غرضه الدعاء مرسلا ففحش بذكر الأب على ما مضى. والآخر أنه قد يجوز أن يكون أراد بقوله "لأبيكم " الجمع أي لا أبا لآبائكم. يريد


١ أي المتلمس يخاطب طرفة بن العبد. وانظر اللسان في "نقرس". والنقرس هنا: الهلاك. وقوله: "إنه يخشى" في أ، ب، ش: "إنني أخشى". والوجه ما أثبت، وهو من أبيات أولها كما في الشعر والشعراء لابن قتيبة:
من مبلغ الشعراء عن أخويهم ... خبرا فتصدقهم بذاك الأنفس
٢ هو أبو حية النميري. وانظر الخزانة في شواهد لا الناقة للجنس، وكامل المبرد ٥/ ٨٥، واللسان في "أبي".
٣ عمر هو ابن لجأ التيمي، كانت بينه وبين جرير مهاجاة. وانظر الخزانة ١/ ٣٦٠ والنقائض ٤٨٨.
٤ انظر الديوان والكامل ٥/ ١٥٤.
٥ كذا في أ، وفي ش، ب: "قيل فالجواب".

<<  <  ج: ص:  >  >>