للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثله ما رويناه عن قطرب:

وأشرب الماء ما بي نحوهو عطش ... إلا لأن عيونهْ سيل واديها

فقال: "نحو هو" بالواو، وقال "عيونه" ساكن الهاء.

وأما قول الشماخ:

له زجل كأنه صوت حا ... إذا طلب الوسيقة أو زمير١

فليس هذا لغتين لأنا لا نعلم رواية٢ حذف هذه الواو وإبقاء الضمة قبلها لغة٣، فينبغي أن يكون ذلك ضرورة "وصنعة"٣، لا مذهبًا ولغة. وكذلك يجب عندي وينبغي ألا يكون لغة لضعفه في القياس. ووجه ضعفه أنه ليس على مذهب الوصل ولا مذهب الوقف. أما الوصل فيوجب إثبات واوه كلقيتهو أمس. وأما الوقف فيوجب الإسكان كلقيته وكلمته فيجب أن يكون ذلك ضرورة للوزن لا لغة.

وأنشدني الشجري لنفسه:

وإنا ليرعى في المخوف سوامنا ... كأنه لم يشعر به من يحاربه٤

فاختلس ما بعد هاء "كأنه "، ومطل ما بعد هاء "بِهىِ "، واختلاس ذلك ضرورة "وصنعة"٥ على ما تقدم به القول.


١ الزجل: صوت فيه حنين وترنم. والوسيقة هنا القطيع من الأتن. والزمير: الزمر. يصف حمار وحش هائجا. انظر كتابة الأعلم علم شواهد الكتاب ١/ ١١ وانظر له الديوان. وانظر أيضًا ص١٢٨ من هذا الجزء.
٢ كذا في ش، ب. وهو يوافق ما في اللسان في "ها" في حرف الألف اللينة. وفي أ: "رواية".
٣ ثبت هذا في أوسقط في ش، ب.
٤ "كأنه" كتب في أفوقه: "خلس".
٥ كذا في أ. وفي ش، ب: "ضعيفة".

<<  <  ج: ص:  >  >>