للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفعل فلما كانت الأسماء من القوة والأولية في النفس والرتبة على ما لا خفاء به جاز أن يكتفى بها مما هو تال لها ومحمول في الحاجة إليه عليها ١. وهذا كقول المخزومي ٢:

الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا فرسي بأشقر مزبد

أي فإذا كان الله يعلمه فلا أبالي بغيره سبحانه أذكرته واستشهدته٣ أم لم٤ أذكره ولم أستشهده. ولا يريد بذلك أن هذا أمر خفي فلا يعلمه إلا الله وحده بل إنما يحيل فيه على أمر واضح وحال مشهورة٥ حينئذ متعالمة. وكذلك قول الآخر:

الله يعلم أنا في تلفتنا ... يوم الفراق إلى أحبابنا صور٦


١ بنى ابن جني هذا الجواب على أن المعنى بالأسماء في الآية الكريمة مصطلح النحاة فيها. وهذا اصطلاح حادث. والاسم في اللغة ما كان علامة على مسمى، وهذا يشمل الأنواع الثلاثة، وبهذا يسقط السؤال. وانظر المزهر ١١/ ١.
٢ هو الحارث بن هشام، عيره صيدنا حسان بفراره يوم بدر من المسلمين، فقال هذا في قصيدة يعتذر بها عن فراره. ويعني بالأصقر المزبد الدم، وهو مزبد أي علاه الزبد، وفي رواية سيرة ابن هشام: "الله أعلم". انظر هذه السيرة في غزوة بدر.
٣ هكذا في الأصول ما عدا المطبوعة وب، ففيهما: "استشهدت به".
٤ كذا في ج "أم" وفي سائر الأصول "أو" وهذا لا يصح في العربية.
٥ هكذا في أ. وفي المطبوعة وب: "مشهودة".
٦ صور واحده أصور، وصف من الصور، وهو إمالة العنق. وبعده:
ونسب الزوزني عند قول عنترة في معلقته.
ينباع من ذفرى غضوب جسرة
الشطر الأخير إلى ابن هرمة. وهذا اشتباه، فإن لابن هرمة بيتا ينشد في هذا المقام -وهو إشباع الحركة فيتولد الحرف- وهو:
وأنت من الغوائل حين ترمى ... ومن ذم الرجال بمنتزاح
وانظر اللسان في "نزح" وقد تابع الزوزني ابن جماعة في حاشيته على شرح الجاربردي للشافية ص٤٠. والبيتان في الخزانة في الشاهد الحادي عشر ولم يعزهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>