٢ في شواهد المغني للبغدادي أن هذا البيت لم يوقف على قائله، وهو في إصلاح المنطق ٥٨ من غير عزو، وفي اللسان "نقد" نسبته إلى الهذلي" ويقرن به في الاستشهاد بيت لصخر الغي الهذلي، وهو: تيس تيوس إذا يناطحها ... بألم قرنًا أورمه نقد ويبدو لي أن هذا القرن هو الذي دعا إلى الخلط بين البيتين, ونسبة الأولى إلى الهذلي. و"نقد" يروي بفتح القاف على أنه اسم خبر عن الضرس على التأويل؛ أي: ذو نقد, والنقد تأكله, وبالكسر على أنه وصف أو فعل. وانظر اللسان "نقد". ٣ ترى أنه يجعل "الضرس نقد" جملة من مبتدأ وخبر, وهذا من عطف الجملة الاسمية على الفعلية، والمنقول عن ابن جني منع هذا، وقد يقتربه قوله بعد: "أي: ونقد الضرس" وهذا يتدافع مع صدور الكلام، إلّا أن يكون مراده: أن الكلام في ظاهره عطف مبتدأ وخبر على جملة فعلية، ثم خرج من هذا الذي لا يراه جائزًا بالتأويل الذي ذكره، وفي سرِّ الصناعة في حرف الهاء في الكلام على الفاء في "خرجت فإذا زيد" أن الواو يجوز فيها لما لها من الاتساع أن تعطف اسمية على فعلية، وانظر المغني "الباب الرابع، عطف الاسمية على الفعلية وبالعكس", وشواهد المغني للبغدادي في الكلام على البيت الشاهد، هذا، ويقول ابن السيرافي في شرح هذا الشاهد: "عوض الله هذه المرأة ممن مات من أولادها غلامًا ما ولده بعد ما أسنت وشاب رأسها وتكسَّرت أسنانها؛ فمحبتها له أشد محبة؛ لأنها قد يئست أن تلد غيره، فشفقتها عليه عظيمة؛ كما قال: رأنه على سيب القذال وأنها ... تراجع بعلًا مرة وتئيم وكما قال أيضًا: رأنه على يأس وقد شاب رأسها ... وحين تصدَّى للهوان عشيرها وانظر شواهد الإصلاح لابن السيرافي الإصلاح لابن السيرافي ٤٢.