للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ليت شعري عنك -والأمر أمم ... ما فعل اليوم أويس في الغنم١

فأمَّا ما يتعلق به "من " فإن شئت علقته بنفس أوسًا, ولم يعتدد٢ بالنداء فاصلًا لكثرته في الكلام وكونه معترضًا به للتسديد, كما ذكرنا من هذا الطرز٣ في باب الاعتراض في قوله:

يا عمر الخير جزيت الجنه ... اكس بُنَيَّاتي وأمّهُنّه٤

أو يا -أبا حفص- لأمضينه

فاعترض بالنداء بين "أو" والفعل, وإن شئت علقته بمحذوف يدل عليه "أوسًا", فكأنه قال: أؤوسك من الهبالة, أي: أعطيك من٥ الهبالة. وإن شئت جعلت حرف الجر هذا وصفًا لأوسًا, فعلقته بمحذوف وضمَّنته ضمير الموصوف.

ومن المقلوب قولهم: امضحلَّ وهو مقلوب٦ عن اضمحلَّ, ألا ترى أن المصدر إنما هو على اضمحلَّ وهو الاضمحلال, ولا يقولون: امضحلا. وكذلك قولهم: اكفهرَّ واكرهفَّ, الثاني مقلوب عن الأول؛ لأن التصرف "على اكفهرَّ وقع"٧، ومصدره الاكفهرار, ولم يمرر بنا الأكرهفاف, قال النابغة:


١ سقط بين الشطرين شطر هو:
هل جاء كعبًا عنك من بين النسم
وهو من أرجوزة عدة أشطارها ١٥ تنسب إلى عمرو ذي الكلب الهذلي، ويعزوها بعضهم إلى أبي خراش الهذلي. وانظر ديوان الهذليين بشرح السكري ٢٢٩، وكتابة الشنقيطي على المخصص ٨/ ٦٦.
٢ كذا في أ. وفاعل "يعتدد" وهو الراجز. وفي ش، ب: "يتعدد" بالباء للمجهول.
٣ كذا في أ. وفي ش، ب "الطرق"، وهو -بفتح الطاء وسكون الراء- الضرب. وطروق الكلام: ضروبه؛ والطرز: الشكل والضرب, وفيه الفتح كما في المصباح، وفيه الكسر أيضًا كما في القاموس بالضبط.
٤ ورد هذا الرجز في قصة أعرابي مع عمر -رضي الله عنه- بأتمّ مما هنا في طبقات الشافعية ١/ ١٣٩، ومعيد التعم لصاحب الطبقات ١٩ طبعة جامعة الأزهر للنشر والتأليف.
٥- "من" هنا للتعوريض. أي: أعطيك عرضها.
٦ كذا في أ. وسقط حرف العطف في ش، ب.
٧ كذا في أ. وفي ش، ب: "رفع في اكفهرَّ".

<<  <  ج: ص:  >  >>