للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وأيت إلى لفظ أويت"١ فطريقه أن تبني من "وأيت" فَوْعلًا, فيصير بك التقدير فيه إلى "وَوْأَىٍ", فتقلب اللام ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فيصير "وَوًْاى", ثم تقلب الواو الأولى همزة لاجتماع الواوين في أول الكلمة فيصير "أَوًْاى", قم تخفف الهمزة فتحذفها وتلقي حركتها على الواو قبلها، فيصير "أَوًا" اسمًا كان أو فعلًا٢. فقد رأيت كيف استحال لفظ "وأى" إلى لفظ "أوا" من غير تعجرف ولا تهكم على الحروف.

وكذلك لو بنيت مثل: فَوْعال لصرت إلى "وَوْآىٍ" ثم إلى "أَوْآىٍ" ثم "أوْآءٍ", ثم تخفف فيصير إلى "أواءٍ" فيشبه حينئذ لفظ "آءة"٣ أو أويت أو لفظ قوله:

فأوّ لذكراها إذا ما ذكرتها٤

وقد فعلت العرب ذلك منه قولهم: "أوار النار" وهو وهجها ولفحها, ذهب فيه الكسائي مذهبًا حسنًا -وكان هذا الرجل كثيرًا في السداد والثقة عند أصحابنا- قال: هو "فُعَال" من وَأَرْتُ الإرة٥ أي٦: احتفرتها لإضرام النار فيها. وأصلها "وُآر" ثم خففت الهمزة فأبدلت في اللفظ "واوًا"٧, فصارت "ووار" فلمّا التقت في أول الكلمة الواوان وأجرى غير اللازم مجرى اللازم, أبدلت الأولى همزة فصارت "أوَار" أفلا ترى إلى استحالة لفظ "وأر" إلى لفظ "أور" بالصنعة.


١ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "أويت إلى لفظ وأيت" وهو خطأ. ووأيت من الوأي وهو الوعد.
٢ راعيت في الضبط السابق الاسم فتؤنت، وغير خاف أن ضبط الفعل بغير تنوين.
٣ الآءة شجرة عندهم وأصلها: أرأة بالتحريك.
٤ عجزه: ومن بعد أرض بيننا وسماه
وانظر اللسان في أرا.
٥ هي موقد النار.
٦ كذا في أ، ج، وسقط في ش، ب.
٧ كذا في أ. وسقط في ش، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>