للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو زيد في تخفيف همزتي "افعوعلت" من "وأيت" جميعًا: "أويت", وقد أوضح هذا أبو زيد١ وكيف٢ صنعته٣، وتلاه بعده أبو عثمان في تصريفه٤. وأجاز أبو عثمان أيضًا فيها "وويت" "قال"٥: لأن نية الهمزة فاصلة بين الواوين. فقياس هذا أن تصحّح واوي "ووار" عند التخفيف لتقديرك فيه نية التحقيق, وعليه قال الخليل في تخفيف "فُعْل" من وأيت "أوى"؛ أفلا تراه "كيف"٦ أحالته الصنعة من لفظ إلى لفظ. وكذلك لو بنيت من "أول" مثال "فَعْل" لوجب أن تقول: "أَوْل" , فتصيرك الصنعة من لفظ "وول" إلى لفظ "أول".

ومن ذلك قول العرب: "تسرَّيت" من لفظ "س ر ر " ومثله قصيت أظفاري هو من لفظ "ق ص ص " وقد آل بالصنعة إلى لفظ "ق ص ى ". وكذلك قوله ٧:

تقضى البازي إذا البازي كسر

هو في الأصل من تركيب "ق ض ض " , ثم أحاله ما عرض من استثقال تكريره


١ كذا في أ، ب، ش. وفي ج: "أبو بكر"، وهو خطأ؛ فإن أبا بكر -هو ابن السراج- ليس سابقًا على أبي عثمان، وابن السراج أخذ من المبرد, وهذا أخذ عن المازني؛ فأنى لأبي عثمان أن يتلو أبا بكر!.
٢ كذا في ج. وسقط هذا الحرف في أ، ب، ش.
٣ وذلك أن افعوهلت من وأيت: أيأوأيت، ثم تنقل حركة الهمزة الأولى على ما قبلها وتحذف، وترد الياء إلى الواو الأصلية, وتحذف همزة الوصل فتصير إلى ووأيت، ثم تنقل حركة الهمزة وتحذفها فتصير إلى وويت، ثم تبدل الواو الأولى همزة كما في أواصل فتصير إلى أويت. وانظر شرح الأشموني على الألفية عند قول ابن مالك: وهمزا أول الواوين، في باب الإبدال.
٤ انظر تصريف المازني بشرح المنصف، نسخة التيمورية.
٥ كذا في أ، ب. وسقط في ش.
٦ كذا في ش، ب. وسقط في أ.
٧ أي: العجاج. وانظر ديوانه ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>