للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى لفظ "ق ض ي ". وكذلك قولهم: تلعيت -من اللعاعة- أي: خرجت أطلبها -وهي نبت- أصلها "ل ع ع " ثم صارت بالصنعة إلى لفظ "ل ع ي " قال ١:

كاد اللعاع من الحواذن يشحطها ... ورجرج بين لحييها خناطيل٢

وأشباه هذا كثير.

والقياس من بعد أنه متى ورد عليك لفظ أن٣ تتناوله على ظاهره, ولا تدَّعي فيه قلبًا ولا تحريفًا إلّا أن تضح سبيل أو يقتاد دليل.

ومن طريف هذا الباب قولك في النسب إلى "محيَّا": "محويّ" وذلك أنك حذفت الألف لأنها خامسة فبقي مُحَيّ كقُصَيّ، فحذفت للإضافة ما حذفت من قُصَيّ وهي الياء الأولى التي هي عين "محيَّا" الأولى, فبقي "محي" فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها, فصارت "مُحًا" كهُدىً. فلما أضفت إليها قلبت الألف واوًا فقلت "مُحَوِىّ" كقولك في هُدىً: هُدَوِيّ٤. فمثال محوي في اللفظ "مُفَعِىّ" واللام على ما تقدَّم محذوفة, ثم إنك من بعد لو بنيت من "ضرب"


١ أي: ابن مقبل كما في اللسان في لعع. وفي السمط ٤٤٧ أنه اختلف فيه, فبعضهم ينسبه إلى جران العود، وبعضهم إلى ابن مقبل، وفي منتهى الطلب هذا البيت من قصيدة عدتها خمسة وأربعون بيتًا لجران العود، وقال: "وتروى للقحيف الخفاجي، للحكم الخضري" وأول القصيدة:
بان الأنيس فما للقلب معقول ... ولا على الجيرة الغادين تعويل
٢ الحوذاذ: نبت. "يشحطها" كذا بالشين في أ، ب، ش. وفي اللسان في غير موضع: "يسحطها" بالسين، والشخط والسحط: الذبح, والسحط: أعلى. والرجج: اللعاب, وخناطيل: قطع متفرقة. يصف بقرة أكل السبع ولدها، فهو تغص بما لا يغص به من اللعاع الأخضر حتى لكاد يذبحها، وهي تغص أيضًا باللعاب الذي ينقطع خناطيل حزنًا على ولدها.
٣ كذا. وكأن الأصل: "فالواجب أن تتناوله ... " أو كأن المؤلف راعى أن هذه العبارة خبر عن "القياس", وهذا لا يستقيم مع "أنه"، وفي ج: "وبعد فمتى ورد عليك لفظان فاحملهما على ظاهرهما، ولاتدع في واحد منهما قلبًا ولا تحريفًا إلّا أن يدلّ على شيء من ذلك دليل, فتصير حينئذ إلى ما دل عليه الدليل" وهي ظاهرة.
٤ وكذلك لو نسبت إلى المحي "اسم فاعل من حيا" وانظر شرح الرضي للشافية ٢/ ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>