للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما نونه نون الإنشاد لا نون الصرف, ألا ترى أن صاحب هذه اللغة إنما يقف على حرف الإعراب ساكنًا فيقول: رأيت زيدْ كالمرفوع والمجرور, هذا هو الظاهر من الأمر.

فإن قلت: فهل تجيز١ أن يكون قوله: وأدت بعضًا, تنوينه تنوين الصرف لا تنوين الإنشاد, إلّا أنه على إجراء الوقف مجرى الوصل كقوله:

بل جو زتيهاء كظهر الحجفت٢

فإن هذا وإن كان ضربًا من ضروب المطالبة فإنه يبعد, وذلك أنه لم يمر بنا عن أحد من العرب أنه يقف في غير الإنشاد على تنوين الصرف, فيقول في غير قافية الشعر: رأيت جعفرن, ولا كلمت سعيدن, فيقف بالنون. فإذا لم يجئ مثله قبح حمله عليه. فوجب حمل قوله: وأدت بعضن على أنه تنوين الإنشاد على ما تقدَّم من قوله ٣:

ولا تبقي خمر الأندرينن

وأقلِّي اللوم عاذل والعتابن

وما هاج أحزانًا وشجوًا قد شجنْ٤


١ كذا في أ، ب. وفي ش: "يجوز".
٢ انظر ص٣٠٥ من الجزء الأول.
٣ كذا في أ. وفي ش، ب: "قول عمرو بن كلثوم". وهو الشطر الأخير من مطلع معلقته المشهورة.
٤ مطلع أرجوزة للعجاج، عجزه:
من طلل كالآحمى أنهجن

<<  <  ج: ص:  >  >>