للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملت إليه ولم تستعصم دونه. وكذلك الطفل: هو من لفظ طفلِت الشمس للغرب, أي: مالت إليه وانجذبت نحوه, ألا ترى إلى قول العجاج:

والشمس قد كادت تكون دنفًا١

يصف ضعفها وإكبابها٢. وقد جاء به بعض٣ المولدين فقال:

وقد وضعت خدًّا إلى الأرض أضرعا٤

ومنه قيل: فلان٥ طفيلي؛ وذلك أنه يميل إلى الطعام, وعلى هذا قالوا له: غلام لأنه من الغلمة وهي اللين وضعفة العصمة. وكذلك قالوا: جارية. فهي٦ فاعلة من جرى الماء وغيره؛ ألا ترى أنهم يقولون: إنها غضة "بضة"٧ رطبة, ولذلك قالوا: قد علاها ماء الشباب؛ قال عمر:

وهي مكنونة تحيّر منها ... في أديم الخدين ماء الشباب

وذلك أن الطفل والصبي والغلام والجارية ليست لهم عصمة الشيوخ ولا جسأة٩ الكهول. وسألت بعض بني عقيل عن قول الحمصي ١٠:


١ بعده:
أدفعها بالراح كي تزحلقا
أي: حين اصفرَّت أراد مداناتها للغروب, فكأنها مريضة دنف حينئذ. وانظر اللسان في دنت, وملحق الديوان ٨٢.
٢ أي: سقوطها من علوّها، من قولهم: كببته على وجهه فأكبّ هو.
٣ هو ابن الرومي, وانظر مختارات البارودي ٤/ ٧٥.
٤ صدره: ولاحظت النوار وهي مريضة
وقبله في وصف الشمس:
إذا رنَّقت شمس الأصيل ونفضت ... على الأفق الغربي ورسا مزعزعًا
وودّعت الدنيا لتقضي نحبها ... وشوّل باقي عمرها فتشعشا
انظر ديوان ابن الرومي ٤/ ١٤٧٥ تحقيق دكتور حسين نصار "المصحح".
٥ انظر ص٣٦ من مقدمة هذا الكتاب.
٦ كذا في أ. وفي ش، ب: "هي".
٧ زيادة في م.
٨ يريد عمر بن أبي ربيعة. وانظر الأغاني طبع الدار ١/ ١٣٩.
٩ هي الصلابة والخشونة.
١٠ هو ديك الجن. وانظر ص٤٩ من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>