للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو كثير. والآخر أن يكون من باب١ السلب؛ كأنه سلب القبح٢ منها؛ كما قيل للحرم: نالة٣. ولخشسبة الصرار تَوْدية٤؛ ولجوّ السماء السكاك٥.

ومنه تحوَّب؛ وتأثَّم, أي: ترك الحوب والإثم.

وهو باب واسع؛ وقد كتبنا منه في هذا الكتاب ما٦ ستراه بإذن الله تعالى. وأهل اللغة يسمعون هذا فيرونه٧ ساذجًا غُفْلًا، ولا يحسنون لما نحن فيه من حديثه فرعًا ولا أصلًا.

ومن ذلك قولهم: الفضَّة سميت بذلك لانفضاض أجزائها وتفرقها في تراب معدنها, كذا أصلها وإن كانت فيما بعد قد٩ تُصَفَّى وتهذب وتسبك. وقيل لها فضة كما قيل لها لجين. وذلك لأنها ما دامت في تراب معدنها فيه ملتزقة "في التراب"١٠ متلجِّنة١١ به١٢؛ قال الشماخ:

وماءٍ قد وردت أميم طام ... عليه الطير كالورق اللجين١٣

أي: المتلزق١٤ المتلجن؛ وينبغي أن يكونوا إنما ألزموا هذا الاسم التحقير لاستصغار معناه ما دام في تراب معدنه, ويشهد عندك بهذا المعنى قولهم في مراسله "الذهب"


١ كذا في أ، وفي سائر الأصول: "أبواب".
٢ كذا في ش، ب، وفي أ: "القبيح".
٣ الذي في اللسان أن النالة ما حول الحرم؛ ويريد ابن جني من بنائها على السلب أن من كان في التالة لم تنله اليد، وكذا نقل عنه كما في اللسان في فول.
٤ هي خشية تشد على أطباء الناقة لئلّا يرضعها الفضيل، وكأنه يريد من بنائها على السلب أن الغرض من النودية منع الودي، وهو السيلان, يقال ودى: سال، أي: أن النودية تحول دون ودي اللبن.
٥ وجه السلب هنا أن مادة السكاك مبناها الضيق، يقال استكت مسامعه: ضاقت, والجو من السعة بحيث لا ينكره.
٦ كذا في ش، ب. وفي أ: "و".
٧ كذا في أ. وفي ش، ب: "فيرووئه".
٨ كذا في ش. وفي أ، ب: "يحسون".
٩ كذا في أ. وسقط في ش، ب.
١٠ كذا في أ. وسقط في ش، ب.
١١ يقال: تلجَّن الشيء: تلزج.
١٢ كذا في أ، وفي ش، ب: "فيه".
١٣ من قصيدته في مدح عرابة بن أوس -رضي الله عنه. وانظر الديوان. ٩، والخزانة ٢/ ٢٢٢، واللآلئ وسمطه ٦٦٣.
١٤ كذا في أ، وفي ش، ب: "الملتزق".

<<  <  ج: ص:  >  >>